تاريخ : 2/25/2015 12:00:00 AM
معرف المحتوى: 436
حول السید

حول السید

نظرة عابرة إلى حياة الشریف المرتضى وأبعاد شخصيته[۱]

الولادة والكنية والألقاب

 هو الشریف المرتضى أبوالقاسم علي بن أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ولد في شهر رجب سنة ۳۵۵هـ في محلة الكرخ ببغداد. [۲] كنيته أبو القاسم وألقابه عديدة. وقد لقّب بالثمانيني وذي الثمانين وأبي الثمانين، لأنّه ألف ثمانين كتاباً، وكان يملك ثمانين قرية وعاش ثمانين سنة وثمانين شهراً. [۳] وتفيد بعض الروايات بأنه كان يمتلك مكتبة تحوي ثمانين ألف كتاباً. [۴] وفي سنة ۳۹۷ لقّب الشریف المرتضى بذي المجدين بأمر بهاء الدولة. [۵] إما لأنّه كان يجمع شرف الحسب والنسب أو لأنّه كان جامعاً لشرف علم الدين والرئاسة الدنيوية. [۶] كما لقّب بالسيد والشريف والسيد المرتضى والشريف المرتضى. ومن ألقابه الاخرى علم الهدى.

 في سنة ۴۲۰ وحينما مرض الوزير أبو سعيد محمد بن عبد الرحيم، رأى الأمام علياً عليه السّلام في المنام فقال له: قل لعلم الهدى أن يقرأ علیك سورة الفاتحة عليك كي تتعافى. فسأل: ومن هو علم الهدى؟ فقال: علي بن الحسين الموسوي. فكتب إليه الوزير رسالة بهذا اللقب. فردّها السيد. فقال الوزير: لم أكتب لك الأ ما أمرني به أمير المؤمنين. ولمّا سمع القادر بالله بذلك كتب للمرتضى قائلاً: اقبل ما لقّبك به جدك. [۷]

أسرته

 ينتمي الشريف المرتضى إلى الاسر العلمية الكبيرة والسادة الهاشميين فهو حسيني من جانب كل من الاب والأم ولذلك يقال له الشريف. وینحدر نسبه من جانب الاب بخمسة وسائط إلى الأمام الكاظم عليه السّلام فنسبه هو: السید المرتضی أبوالقاسم علي بن أبي أحمد الحسین بن موسی بن محمد بن موسی بن إبراهیم بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسین بن علي بن أبي طالب علیهم السّلام. [۸]

 ووالدته فاطمة بنت الحسن (الحسين) بن أحمد بن الحسن الناصر الاطروش وينحدر نسبها إلى الأمام السجاد عليه السّلام بعد عدة وسائط. وقد ذكر الشریف المرتضى في مقدمة كتاب الناصريات الذي هو شرح كتاب مائة مسألة لجده الناصر الكبير، أجداده إلى الأمام علي عليه السّلام ووصفهم. وبعد أن يؤكد أنه أحق بتأليف مثل هذا الكتاب يذكر قائلاً:

«لأنه جدي من جهة الام، فأمي فاطمة بنت أبي محمد الحسن بن أحمد أبي الحسين، صاحب جيش أبيه الناصر الكبير أبي محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي السجاد زين العابدين ابن الحسين السبط الشهيد ابن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، و الطاهرين من عقبه عليهم السّلام و الرحمة. ». ثم يعمد الشریف المرتضى إلى وصف وتمجید كل من أجداده. [۹]

 وهنالك اختلافات في الاراء بشأن مذهب الناصر الكبير أو ناصر الحق أو الاطروش جد الشریف المرتضى من أمه (المتوفى ۳۰۴)، وهل أنه كان زيدياً أم اثني عشرياً. ومن جملة القرائن الدالة على كونه اثني عشرياً أن الشریف المرتضى شرح كتاب مائة مسألة الذي هو من تأليفات الناصر الكبير وسمّاه الناصريات.

 و من المستبعد جداً أن یکون السیّد المرتضی العالم الشیعيّ الکبیر، قد شرح کتاباً فقهیاً لعالم زیديّ کما فعل الفقهاء الزیدیّون. مضافاً الی أن النجاشيّ الذي یعد من أکبر علماء رجال الشیعة والذي کان زمیلاً للسیدین الرضي والمرتضی في الدراسة، اعتبره إمامي المذهب، أي من الشیعة الاثني عشریة.

 والده:

 کان والده أبو أحمد الحسین یمثّل شخصیة مرموقة، شریفة تحظی باحترام الخاص والعام؛ ولذلك فقد أطلقت علیه ألقاب مثل " الاجل"، " الطاهر "، " الاوحد "، و " ذو المناقب ". ویذکره الثعالبي وأبو الحسن محمد بن عمر بن یحیی باعتباره من الاشخاص الذین کانوا محط اهتمام الجمیع في العراق.[۱۰]

 کما یصرّح ابن أبي الحدید أن أبا أحمد کان یشغل مکانة رفیعة للغایة في دولة بني العباس والدولة البویهیة ولقّب بالطاهر ذي المناقب وکان بهاء الدولة یخاطبه بلقب الطاهر الاوحد.[۱۱]

 وقد کان أبو أحمد یهتم دوماً بإصلاح ذات البین بین الاشخاص و الفئات المختلفة، فقد کان یتوسط مراراً في النزاعات بین السنّة والشیعة في بغداد کما توسّط في حلّ النزاع بین آل حمدان والبویهیّین.[۱۲]

 وربما کانت هذه المکانة الاجتماعیّة هي السبب الذي دفع عضد الدولة الدیلميّ، إلی اعتبار حضور أبي أحمد خطراً علیه بعد تولي الاول الحکم وسیطرته علی بغداد؛ ولذلک فقد اعتقله في سنة ۳۶۹ ونفاه إلی قلعة في فارس وسجنه. وبعد وفاة عضد الدولة تولی الحکم من بعده ابنه صمصام الدولة في عام ۳۷۲ وحکم حتّی سنة ۳۷۶. وجاء أخوه شرف الدولة من کرمان إلی شیراز وأطلق سراح أبي أحمد والسجناء الاخرین في سنة ۳۷۶ و اصطحبه معه إلی بغداد. [۱۳]

 و فقد بصره في أواخر عمره وتوفي سنة ۴۰۰ وله من العمر تسعین عاماً ودفن في بیته. ثم نقل جثمانه فیما بعد إلی کربلاء المقدسة. [۱۴]

 والدته:

 والدته فاطمة بنت الحسین (أو الحسن) بن أحمد المعروف بالداعي الصغیر نقیب الطالبیّین وحفید الناصر الکبیر. وکانت سیدة فاضلة، عالمة وذات فضل حیث ألف الشیخ المفید کتاب أحکام النساء لها وذکرها في المقدمة بصفة " السیّدة الجلیلة الفاضلة أدام الله إعزازها". [۱۵] وقد فارقت الحیاة في شهر ذي الحجة سنة ۳۸۵. [۱۶]

 أخوه:

 کان للشریف المرتضی أخ کان یتمتع کأخیه بالکثیر من النبوغ والتبحر في علوم کثیرة. فالسیّد الرضيّ، عالم دین وشاعر قدیر وکاتب قلیل النظیر کما کان یتولی مناصب مهمة. وقد کتبت ترجمته وجوانب شخصیته وکذلک آراؤه في الکلام في کتاب مستقل ضمن مجموعة من متکلمي الشیعة.

 أولاده:

 کان للشریف المرتضی حسب بعض الروایات ابنان هما أبو محمد الحسن الملقّب بالأطهر ذي المحتدین [۱۷] والآخر هو أبو جعفر محمد ابن المرتضی حیث استمرّت ذریته منهما، [۱۸]ولکن الکثیرین ذکروا له ابناً واحداً فقط ذکر البعض أنه أبو جعفر محمد [۱۹] واعتبره البعض الاخر أبا عبد الله الحسین المتوفّی ۴۴۳. [۲۰] وأبو القاسم النسابة مؤلف کتاب " دیوان النسب" من أولاده. کما کان لأبي القاسم ابن یدعی أحمد انقرضت بوفاته أسرة عَلَم الهدی. [۲۱] واستناداً إلی نقل مؤلف ریاض العلماء من شرح نهج البلاغة لابن الرواندي، فقد کان للشریف المرتضی بنت من أهل الفضل والکمال روت عن عمها نهج البلاغة وکان الشیخ عبد الرحیم المعروف بابن الاخوة یروي عنها. [۲۲]

 الأوضاع والاحوال السیاسیّة والاجتماعیّة لبغداد في عصر السیّد:

کانت بغداد تواجه أزمات سیاسیة، واقتصادیة وأمنیة کثیرة في القرن الرابع. واستناداً إلی روایات المؤرخین فقد کانت المجاعات والموت الناجم عن الجوع و الفساد والغلاء من جهة و الفتن والنزاعات السیاسیّة و هجمات المطالبین بالحکم والإمارة وکذلک ثورات الشطّار وفتنهم من جهة أخری، کلّ ذلک کان قد ألقی بظله علی هذه المدینة. [۲۳] وفي مثل هذه الاوضاع والأحوال، استغل الأمراء البویهیّون هذه الفرصة فهجموا علی بغداد. وأسسوا بقیادة أحمد البویهيّ أوّل حکومة شیعیة المذهب في بغداد. وعلی إثر استقرار حکم البویهیین کان الظن یسود بأن بساط الخلافة تم تقویضه، ولکن لم یحدث ذلک. ویری البعض أن الامیر البویهيّ أولاً أضفی من خلال الامتناع عن تغییر الخلافة الطابع الشرعي والقانوني علی سیادة البویهیّین في نظر رعایاه الذین کان غالبیتهم من السنّة و ثانیاً أنّه لم یعط الذریعة لاخطر أعداء البویهیّین، أي السامانیّین ، حیث کانوا یتّبعون المذهب السني وکانوا عازمین علی توسیع رقعة حکمهم حتّی الحدود الغربیة. [۲۴]

 وکان الأمراء البویهیّین یمسکون بزمام الأمر في بغداد، وفي نفس الوقت فقد کانوا راضین بخلافة العباسیین الضعیفة. وفي المقابل فقد کان الخلفاء یفکّرون في الاطاحة بالبویهیّین الذین کان حکمهم یؤول إلی الضعف بین الحین والآخر علی أثر النزاعات والصراعات.

 ولد السیّد المرتضی في سنة ۳۵۵ ونشأ وترعرع في مثل هذه الاوضاع والأحوال. وکانت ولادته متزامنة مع خلافة المطیع لله (۳۳۴- ۳۶۳) وإمارة معز الدولة (أحمد البویهيّ). وقد أدرک ـ فضلاً عن المطیع لله الذي توفي في عهد طفولة السیّد ـ الطائع لأمر الله (۳۶۳-۳۸۱)، القادر (۳۸۱-۴۲۲) ثم ابنه القائم بأمر الله (۴۲۲- ۴۶۷) وذکرهم في دیوانه. کما ذکر السیّد المرتضی في دیوانه الأمراء البویهیّین بهاء الدولة و أولاده شرف الدولة وسلطان الدولة ورکن الدین جلال الدولة، وذکر أیضاً أباکالیجار المرزبان بن السلطان بن بهاء الدولة.[۲۵]

 وقد سلک السیّد المرتضی في هذه الفترة المفعمة بالاضطرابات والفتن طریقاً معتدلاً فیما یتعلق بالخلفاء والأمراء، وسعی لأن یستغل الفرصة السانحة بأفضل وجه في سبیل الدعوة للمذهب الشیعيّ وترسیخ أسسه. وهو قد یمدح أحیاناً الخلفاء العباسیین بل وأجدادهم أحیاناً. وتطالعنا في أشعاره بعض المدائح للعباس والمنصور والرشید وکذلک القادر بالله و القائم بأمر الله.[۲۶] وکان الهدف من هذا المدح أن یبقی سلوک الخلفاء مع العلویین لیّناً ومسالماً. بل إن هنالک روایات تفید بأنه کان یبادر احیاناً لبیعة بعض الخلفاء. فکتب ابن الجوزي في أحداث سنة ۴۲۲ أن السیّد المرتضی کان أوّل من بایع القائم بأمر الله وأنه نظم شعراً في مدحه. [۲۷]

 من جهة أخری فإن السیّد المرتضی وجّه في نفس الوقت بعض الانتقادات الشدیدة للخلفاء تدل علی أن مدحه لهم لم یکن من دافع رغبته الحقیقیة. بل إنه یعبّر أحیاناً عن کراهته لهم، حیث یقول في أحد المواضع:[۲۸]

کما أن تعامله مع الأمراء البویهیّین یقوم علی أساس توظیف السلطة في خدمة التشیع ونشر الفکر الشیعیّ. وسبب مدحه لهم هو أنهم هیّؤوا لأسرة السیّد ظروفاً مواتیة و خلعوا علیه ألقاباً وعناوین مهمة ومشرّفة. فهو یمدح بهاء الدولة لأنّه خلع علیه لقب ذي المجدین. ونراه یشید بمفاخر البویهیّین في معظم المناسبات والأعیاد بل إنه یذکر بحزن هزیمة البویهیّین في أحد المقاطع. [۲۹]

 و سبب کلّ ذلک أن البویهیّین أصبحوا الممهدین لانتشار الشیعة في العالم رغم کلّ نقاط الضعف التي کانت حکومتهم تعاني منها واستطاع السیّد من خلال اغتنام الفرصة أن یعمد إلی بیان الافکار والعقائد والمظاهر الدینیة نظیر غدیر خم عبر تألیف آثار مهمة في المجالات الکلامیّة، الفقهیّة والتفسیریّة بل و فی خلال نظم الشعر الخلاب.

 الضروف العلمیّة والثقافیة لبغداد في عصر السیّد:

 یعتبر عهد حکم البویهیّین في القرن الرابع ومطلع القرن الخامس من أکثر العهود ازدهاراً في تاریخ الشیعة. فمع تولي الشیعة للحکم عادت حریتهم وازدهرت الحلقات الدرسیة للفلسفة والکلام و الفلک والعلوم الاخری. ولعل بإمکاننا أن نعتبر هذا العهد عهد تدوین الکثیر من العلوم الاسلامیّة والکمال النسبي لها. ومن خلال نظرة عابرة إلی حالة بعض العلوم، فإن بإمکاننا أن نستعرض ازدهار سوق العلم والمعرفة في هذا القرن. فقد کان تفسیر القرآن علی شکل التفسیر بالمأثور اوّلاً، رغم أن بعض المفسرین نظیر مجاهد کان یستخدم العقل في التفسیر.[۳۰] ومنذ البدایة کانوا یسمّون هذا الاسلوب من التفسیر بالتفسیر الدرائيّ. ولکننا نشهد في القرن الرابع ظهور مدرستین في التفسیر وتألیف العدید من الکتب التفسیریّة بأسالیب مختلفة. وقد اتبع الشریف المرتضی التفسیر الدرائيّ في بعض الکتب مثل " الامالي "وکذلک " الشافي " و أوّل بعض الایات التي لا تتلاءم مع حکم العقل في الظاهر کما فعل المعتزلة، کما کان یعیش في هذا العهد مفسرون مثل أبي مسلم الاصفهانيّ (المولود في ۳۲۲)، علي بن عیسی الرمّاني (حوالي ۳۸۴)، أبي بکر النقاش المعتزليّ (المتوفی في بغداد سنة ۳۵۱).

 وکان قد تم قبل هذا العهد تدوین المجامیع الحدیثیّة لأهل السنّة مثل صحیح مسلم و صحیح البخاري وکذلک مسند أحمد بن حنبل، و تم في هذا العهد تدوین المجامیع الحدیثیّة الکبیرة للشیعة مثل الکافي للکلیني و من لا یحضره الفقیه للصدوق. واستناداً إلی روایة ظهر الاسلام، فان المحدثین في هذا العهد کانوا یتمتعون بمکانة مرموقة أکثر من الفقهاء والنحویین.[۳۱] کما کانت قد ظهرت قبل هذا العصر إلی جانب تدوین المجامیع الحدیثیّة، علوم أخری مثل الناسخ والمنسوخ (بین الروایات) والجرح والتعدیل وعلم الرجال الذي یختص بالتحري عن وضع الراوي من حیث الصدق والدقة، ولکننا نشهد في هذا القرن ظهور شخصیات کبیرة في هذه العلوم سعت من أجل تطویرها. فمن أکبر المحدثین في هذا القرن أبو الحسن الدارقطني والحاکم النیسابوري. فقد بوّبوا الکتب الحدیثیّة التي اُلّفت قبلهم إلی فصول و درسوا التناقضات الموجودة فیها وألفوا هم أنفسهم کتباً جدیدة.[۳۲] و قد تمتع فقه الشیعة في هذا العصر بنشاط وازدهار من نوع خاص. ویمکن أن نذکر من الفقهاء والمجتهدین الکبار في أوائل هذا القرن مثل الحسن بن أبي عقیل العماني ومن بعده محمد بن أحمد بن الجنید. کما یمکن اعتبار العقدین الاخیرین من القرن الرابع منعطفاً في تاریخ الفقه الأماميّ. فقد بدأت في هذه الفترة حرکة من قبل متکلمي الأمامیّة والتي فتحت صفحة جدیدة من تاریخ فقه الأمامیّة وخفّفت من سیطرة أصحاب الحدیث في الوسط الأماميّ. حیث قام الشیخ المفید والسید المرتضی من بعده، الفقیهان البغداديّان المنبثقان من مدرسة المتکلمین، بحرکة في فقه الأمامیّة کانت في الحقیقة استمراراً لحرکة ابن أبي عقیل العماني الاصلاحیّة و مارست تأثیرها علی الاوساط الفقهیّة الأمامیّة لقرون. علی الرغم فی وجود بعض الاختلافات الجزئیة بین التعالیم الفقهیّة لهما، الأ أن الخطوط العامّة المهیمنة علی نهجهما الفقهيّ کانت علی وتیرة واحدة إلی حد ملفت للنظر.[۳۳]

 وقد ألّف الشریف المرتضى بعض الاثار في مجال الفقه المقارن متبعاً النهجين الاخباري والاجتهادي بالاستناد إلى مؤلفات كبار المذاهب الاربعة لأهل السنّة وكذلك المؤلفات الفقهيّة للشيعة. وكتاباه الناصريات و الأنتصار من أفضل الكتب الفقهيّة التي تدل على علمه واجتهاده. [۳۴]

 ونشهد تغییرات کبری في مجال الكلام. فكان العراق في القرن الرابع وحتى نهاية الدولة البويهية المتصوّر لعلم والأدب والفلسفة.[۳۵] وفي هذا العهد ـ وخاصّة بعد استقرار حكم البویهیّین الذين كانوا شيعيي المذهب وذوي نزعات فلسفية وعقلية ـ ازدهر سوق النقاش والمناظرات و الاستدلال و سلك الكلام مساراً تكاملياً. وظهرت في هذا العهد شخصيات علم الكلام الكبيرة لأهل السنّة کأبي هاشم الجبائيّ (ت ۳۲۱)، وأبي الحسن الاشعريّ (۲۷۰-۳۳۰)، وأبي بكر الباقلانيّ (ت ۴۰۳)، وابن فورك (ت ۴۰۶)، وأبي إسحاق الاسفرايينيّ(ت ۴۱۸) وكذلك القاضي عبد الجبار المعتزليّ (ت ۴۱۵) الذي يعتبر زعيم المعتزلة في العهود التي تلته.

 كما نشهد ظهور الشخصيات الكلاميّة الكبيرة في المجتمع الشيعيّ في بغداد آنذاك، نظیر الشيخ المفيد (۳۳۹-۴۱۳)، الشریف المرتضى (۳۵۵-۴۳۶) والشيخ الطوسيّ (۳۸۵- ۴۶۰) حيث تولى الواحد تلو الاخر رئاسة حوزة بغداد العلمية. كما أننا نشهد قبل هذه المجموعة ظهور المتكلمين والفلاسفة الشيعة مثل الحسن بن موسى النوبختيّ ( ت ۳۱۰) وأبي سهل إسماعيل بن علي النوبختيّ (ت ۳۱۱) حيث كان لهم دور كبير في تأسيس المدرسة العقلية في بغداد.

وفي القرن الرابع كان الكثير من علوم العربية والأدب مثل علم اللغة يتمتع بالتطور والازدهار. كما برزت شخصيات كبيرة في مجال الأدب، مثل أبي بكر محمد بن دريد الازديّ، وأبي بكر ابن الانباريّ (ت ۳۲۸)، وأبي الفرج الاصفهانيّ (۲۸۴-۳۶۲) صاحب الاغاني، وأبي عبيد الله المرزبانيّ (ت ۳۸۴)، وعلي بن محمد الكاتب وعبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقّاق، حيث إن الثلاثة الاخيرين كانوا من أساتذة الشریف المرتضى في الرواية، فضلاً عن ذلك فقد ظهر في هذا القرن شعراء كبار مثل أبي الطيب المتنبيّ (۳۰۳- ۳۵۴) وأبي العلاء المعريّ (۳۶۳-۴۴۹).[۳۶]

إلى جانب التطور الملفت للنظر للعلوم الدينية والأدبية في هذا القرن، نشهد تغیرات ثقافية أخرى تعتبر من خصائص هذا القرن المهمة وهي ظهور المؤسسات العلمية ودور العلوم إلى جانب المكتبات والتي كانت تحمل طابع التدريس أيضاً أو كانت تمنح المرتّبات إلى ساكنيها على الاقل. واستناداً إلى الروايات التاريخية، فقد حوّل الشريف الرضي (ت ۴۰۶) شقیق الشریف المرتضى والشاعر الشهير ونقيب العلويين داره في بغداد إلى دار للعلم، حيث كان بابها مفتوحاً لطلاب العلم وكان يلبي كل احتياجاتهم.[۳۷] كما أن الشریف المرتضى كان قد جعل بيته داراً للعلم كما سيأتي. وكانت دور العلم هذه تختلف عن المكتبات التي كانت تسمى خزائن الحكمة، ولم تكن المكتبة سوى جزء من دار العلم.

 والملاحظة الاخری التي تتمتع بأهمیة فائقة في هذا القرن وکانت مؤثرة إلی حد کبیر في الحالة العلمیّة - الثقافیّة لبغداد، هي أن المحدّثین والفقهاء هاجروا بعد الغیبة من المناطق المختلفة إلی بغداد. ولعل أوّلهم عثمان بن سعید العمري أوّل نوّاب الأمام علیه السّلام، حیث هاجر إلی بغداد بعد وفاة الأمام الحسن العسکري علیه السّلام و من بعده سکن بقیة النواب الخاصین في بغداد أیضاً، الأمر الذي أدی إلی أن تتحول بغداد إلی مرکز علميّ ومعنويّ للشیعة. وتطالعنا بین المهاجرین إلی بغداد أسماء محدّثین مثل ابن عقبة الشیبانيّ وعلي بن محمد بن الزبیر القرشيّ حیث قدموا من الکوفة إلی هذه المدینة.

 ونحن نلاحظ بین هؤلاء المهاجرین أشخاص من البصرة وقم والري وحتی سمرقند. ومن جملة الذین قدموا في أوائل القرن الرابع من قم إلی بغداد محمد بن جعفر بن بطّة[۳۸]، وعلي بن الحسین بن بأبویه (حوالي ۳۲۹)[۳۹]، وأبو جعفر الکلینيّ (۳۲۹)[۴۰]. ولاشک في أن هذا الارتباط کان له تأثیر في تعمیق جذور الاحادیث الشیعیة في بغداد. وقد تواصل هذا التیار في بغداد في العقود اللاحقة أیضاً بحضور أشخاص مثل ابن داود القمّيّ (۳۶۸)[۴۱]، وابن قولویه القمّيّ (ت ۳۶۸) والشیخ الصدوق ابن بابویه(ت ۳۸۱)[۴۲].

 وبناء علی ذلک فقد کانت بغداد تتمتع في القرن الرابع بنوع من المرکزیة العلمیّة وکانت تتواجد فیها فرق مختلفة ونزعات متنوعة في کلّ العلوم، رغم أن النزعات الکلامیّة والمباحث العقلیة کانت هي الغالبة في مدرسة بغداد.

 الموضوع الاخر الذي یجب الالتفات إلیه، هو نهضة الترجمة في العالم الاسلامي ودورها في تطور الاطروحة الکلامیّة في بغداد. وقد بدأت هذه النهضة من سنة ۲۱۵ بتأسیس بیت الحکمة علی ید المأمون. وفي هذا العهد قام مترجمون معظمهم من غیر المسلمین بترجمة الاثار المتعلقة بفلسفة الیونان القدیمة والمدرسة الافلاطونیة الحدیثة الإسکندریة من النصوص الیونانیة الاصلیة أو الترجمات السریانیة إلی العربیة وترجم خلالها عدد من النصوص من البهلویة إلی العربیة. [۴۳]

شخصیته و حیاته العلمیّة

الدراسة

 تلقّی هو وأخوه السیّد الرضيّ الأدب منذ طفولتهما عند ابن نباتة. [۴۴] ثم ذهبت بهما والدتهما بعد ذلک إلی الشیخ المفید لتعلم الفقه. وکما هو مشهور فإن الشیخ المفید رأی في المنام فاطمة الزهراء سلام الله علیها قد جاءت بالحسنین إلیه وقالت: علّمهما الفقه، وبعد أن استیقظ الشیخ من النوم کان مندهشاً حتّی حلّ صباح ذلک الیوم، وجاءت فاطمة والدة السیّدین المرتضی والرضي مع الجواري اللواتي کنّ برفقتها إلی الشیخ، بولدیها؛ فسلّم علیها الشیخ بکل احترام و قام احتراماً لها؛ واطقت فاطمة بنفس العبارات التي کان الشیخ سمعها في عالم الرؤیا. فبکی الشیخ المفید و حکی لها رؤیاه و بذل اهتمامه بتعلیم ولدیها وتربیتهما. [۴۵]

 أساتذته

 تلقّی السیّد المرتضی العلم من العدید من الاساتذة وتعلّم لدیهم الفقه والأصول والأدب والکلام وغیر ذلک. ونشیر فیما یلي إلی بعضهم:

۱. عبدالرحیم بن نباته الخطیب (ت ۳۷۴). وکان أستاذاً ماهراً في علوم الأدب والصناعة الأدبیّة والخطابة وقد تلقّی المرتضی الأدب مع أخیه لدیه. [۴۶]

۲. أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بالمفید (۳۳۶ ـ ۴۱۳). یعد الشیخ المفید من کبار متکلمي الشیعة وفقهائهم وله الکثیر من المؤلفات. وقد ذکر تلمیذاه النجاشيّ والطوسي ترجمته في فهرسیهما. و اعتبر النجاشيّ فضله في الفقه والکلام والروایة والعلم في غنی عن التعریف کما عدّه الطوسيّ رئیس الأمامیّة في عصره ومقدّماً علی الاخرین في العلم والکلام.[۴۷] وقد درس السیّد المرتضی وأخوه الکلام والفقه والأصول عند الشیخ المفید.

۳. محمد بن عمران الکاتب المعروف بالمرزبانيّ (ت ۳۸۴). کان عالماً بالأخبار والأدب. وألف بعض الکتب في الفنون المختلفة. وکان عضد الدولة عندما یمرّ ببیته یقف حتّی یخرج ویسلّم علیه. وکان من أبرار العالم علی حد تعبیر أبي علي الفارسي. [۴۸] وقد تلقّی منه السیّد المرتضی الشعر والأدب وأکثر من النقل عنه في الامالي.

۴. الحسین بن علي بن یوسف، الوزیر المغربيّ (۳۷۰ ـ ۴۱۸). ولد في مصر سنة ۳۷۰ وهرب منها بعد مقتل أبیه وعمه وذهب إلی مکة ثم الشام فبغداد أخیراً. کان کاتباً وعالماً کما کان ینظم شعراً مطبوعاً. تولی الحسین بن علي بن یوسف الوزارة في عهد مشرف الدولة البویهيّ. وأصبح أخیراً وزیر ابن مروان في دیار بکر. و أخیراً توفي في میافارقین ونقل جثمانه إلی النجف بناء علی طلبه ودفن فیها. [۴۹]

۵. أبوالحسن علي بن حبش الکاتب، نقل في ریاض العلماء عن البعض أن الشیخ الصدوق والسید المرتضی وابن عبدون رووا عنه. کما عدّ الشیخ الطوسيّ في الفهرست کتاب الهدایا من آثاره.[۵۰]

۶. سهل بن أحمد الدیباجيّ (۲۸۶ ـ ۳۸۰). ذکر الخطیب البغداديّ أن الازهريّ والعتیقيّ قالا إن سهل بن أحمد ولد في ۲۸۹ وتوفي في ۳۳۰. وصلّی الشیخ المفید علیه. [۵۱] وذکر النجاشيّ في رجاله کتابه إیمان أبي طالب. [۵۲]

۷. الحسین بن علي بن الحسین بن بأبویه القمّيّ، أخو الشیخ الصدوق. کان من کبار علماء الشیعة. وولد کأخیه بدعاء الإمام صاحب الزمان (عج). من آثاره: الرد علی الواقفیة و التوحید ونفي التشبیه. وروی عنه السیّد المرتضی والشیخ الطوسيّ. [۵۳]

۸. أبوالحسن أحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجنديّ البغداديّ.

  کتب النجاشيّ: کان ابن الجندي أستاذنا وقد ربطنا بکبار علماء الحدیث في زمانه، من آثاره: الانواع، الرواة والفلج، کتاب الخط، کتاب في الغیبة، عقلاء المجانین، الهواتف، کتاب العین و الورق، فضائل الجماعة وما روي فیها. [۵۴]

 وقد درس السیّد المرتضی عند الاساتذة الاربعة الاخرین الفقه والأصول وغیرهما.

تلامذته

۱. محمد بن الحسن بن علي الطوسيّ شیخ الطائفة (۳۸۵ ـ ۴۶۰)، کان الشیخ الطوسيّ زعیم الأمامیّة في عصره. وقد هاجر إلی بغداد في سنة ۴۰۸والتحق بحلقة درس الشیخ المفید. و تلقّی العلم بعد ذلک من السیّد المرتضی ودرس لدیه الفقه والأصول والکلام والتفسیر والعلوم الاخری. له الکثیر من الکتب في العلوم المختلفة.

۲. حمزة بن عبدالعزیز الدیلميّ الملقّب بسلّار (ت ۴۴۸). کان من کبار الفقهاء والأصولیین والمتکلمین الشیعة المتقدمین. وکان جیلانیاً في الاصل، ولکنه درس في بغداد عند الشیخ المفید ثم السیّد المرتضی. وکانت مکانته العلمیّة قد بلغت درجة بحیث کان ینوب عن السیّد المرتضی في حلقته التدریسیة احیاناً. [۵۵]

۳. القاضي عبدالعزیز بن نحریر بن عبدالعزیز بن البراج الطرابلسيّ (ت ۴۸۱). کان ابن البراج فقیهاً کبیراً له الکثیر من التصنیفات. وقد تلقّی العلم لفترة من السیّد المرتضی والشیخ الطوسيّ من بعده. وکان قائماً مقام الشیخ الطوسيّ في بلاد الشام وکان یدرّس فیها. کما کان یتولی منصب القضاء في طرابلس.

۴. نظام‌الدین أبوالحسن (أو أبوعبدالله) سلیمان بن الحسن (أو الحسین) الصهرشتيّ الدیلميّ. الفقیه والعالم الأماميّ في القرن الخامس الهجريّ ولا تتوفر معلومات یعتد بها عن تاریخ ولادته ووفاته. ویختلف کتّاب التراجم بشأن اسمه وکنیته واسم أبیه وجده. وقد تلقّی العلم من السیّد المرتضی والشیخ الطوسيّ أیضاً وله بعض التألیفات. [۵۶]

۵. أبوالفتح محمد بن علي الکراجکيّ (ت ۴۴۹). کان الکراجکي من کبار علماء الشیعة في الفقه والکلام والحدیث. وقد سافر إلی مدن مختلفة منها بغداد وحلب والقاهرة وطرابلس ومکة والرملة ثم لازم الشیخ المفید والسید المرتضی وتلقی العلم منهما. ومن جملة کتبه المهمة والمعروفة کنز الفوائد في موضوع الإمامة.

۶. أبوعبدالله جعفر بن محمد الدُوْرْیسْتيّ. دُوْرْیَسْت من قری الري ومسقط رأس هذا العالم الکبیر. وقد تلقّی العلم بعد هجرته إلی بغداد من الشیخ المفید والسید المرتضی، ثم عاد إلی مسقط رأسه وخرّج الکثیر من التلامیذ.

۷. أبوالفرج یعقّوب بن إبراهیم الفقیه البیهقيّ (کان حيّاً في ذی القعدة ۴۰۳). کان من کبار علماء الشیعة وفقیهاً وأدیباً. تلقّی الکثیر من العلوم والفنون الأدبیّة من السیّد المرتضی. ونال منه إجازة تشهد بتبحره في الأدب والنحو وعلوم العربیة الاخری. [۵۷]

۸. أبوالصلاح تقي بن نجم الحلبيّ (۳۷۴ ـ ۴۴۷). ولد في حلب. وسافر إلی العراق ثلاث مرات وأفاد من حلقتي درس السید المرتضی والشیخ الطوسيّ. وأصبح شیخ الشیعة وعالمهم في الشام. توفي أبو الصلاح في الرملة (في فلسطین) بعد رجوعه من الحج في محرم ۴۴۷.

۹. أبوالمعالي أحمد بن قدامة (ت ۴۸۶). کان من تلامیذ المفید والسید المرتضی والسید الرضي. وقد شغل منصب الافتاء في مدینة الانبار وأصبح قاضي القضاة فیها. وعدّه یاقوت الحموي من العلماء المعروفین في عصره ومن کبار قضاة مدینة الانبار.

۱۰. أبویعلی محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري[۵۸]  (ت ۴۶۳). من کبار علماء الأمامیّة وتلامیذ المفید والسید المرتضی. کان یتمتع بشخصیة مرموقة وکانت له الکثیر من التألیفات وخاصّة في موضوعات علم الکلام.

منزلته و جامعیته العلمیّة

 یعتبر السیّد المرتضی من کبار علماء الأمامیّة حیث کان یتمتع بشمولیة علمیة قلّ نظیرها. ومراتب فضله وکماله في العلم والأدب والحسب والنسب والکلام والحکمة والنحو واللغة والفقه والأصول والتفسیر والحدیث والرجال والشعر والمعاني والخطابة والعلوم الاخری مسلَّم بها. کان فرید زمانه ومرجعاً لکل طبقات العلماء. وقد وصفه النجاشيّ الذي کان معاصراً له وکان رفیقه في الدرس لدی الشیخ المفید قائلاً: حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه، و سمع من الحديث فأكثر، و كان متكلماً شاعراً أديباً، عظيم المنزلة في العلم و الدين و الدنيا.[۵۹] ووصفه الشیخ الطوسيّ ـ الفقیه والعالم الشیعيّ الکبیر والذي کان تلمیذ السیّد المرتضی ـ قائلاً: فاق کلّ أهل زمانه في الفضل والأدب؛ وهو متکلم وفقیه وحاذق في کلّ العلوم. [۶۰] کما کتب العلّامة الحلّي واصفاً عظمة شخصیته:. . . . . . . . . . . . . . . . [۶۱] بل إن علماء أهل السنّة أشادوا بمکانته العلمیّة وذکروه بصفات التعظیم والفضل. فأشاد بمکانته العلمیّة الخطیب البغداديّ في تاریخ بغداد، والثعالبي في یتیمة الدهر، [۶۲] وابن الجوزي في المنتظم، وابن الاثیر في التاریخ وابن کثیر[۶۳]و[۶۴]

 وعلی حد قول ابن الاثیر فقد کان الناشر لمذهب الأمامیّة في بدایة القرن الرابع ومجدّده علی قول البعض الاخر[۶۵] کما قدّم أفکاراً جدیدة وأسلوباً جدیداً في البحث في نفس الوقت. وهو یتجه في تفسیر القرآن في المواضع التي لاتتلاءم فیها الروایات مع العقل في الظاهر، إلی التفسیر الدرائيّ (لا الروائيّ) ویعمد إلی تأویل الایات.

وذُکِر في الفقه في عداد روّاد الاسلوب الاجتهادي. [۶۶] وهو أوّل من ألف کتاباً في مجال الفقه المقارن، واستخدم اجتهاده الشخصي استناداً إلی الارضیّات التي هیّأها من قبله المفید والعماني وابن الجنید واعتماداً علی آرائه الخاصّة ألف في مجال الفقه المقارن. وکما مر، فإن کتابي الناصریّات و الأنتصار من أفضل کتبه التي تدل علی علمه الواسع واجتهاده. ویتجلی في هذین الکتابین مدی اهتمامه بمذاهب الاسلام الفقهیّة وقدرته الفائقة في استنباط الاحکام. [۶۷] وفي أصول الفقه ردّ بعض الأصول التي أخذ بها أهل السنّة مثل القیاس (سوی منصوص العلة) و عمد إلی نقدها. ویعتبر إلاجماع حجة بشرط وجود الأمام بین المجمعین. [۶۸]

وکان خلیفة أستاذه الشیخ المفید في علم الکلام والمناظرة. وکان یشارک في حلقته التدریسیة علماء کبار من المذاهب المختلفة. یقول ابن الجوزي في بدایة ترجمته قائلاً له: «کان. . . یناظر عنده في کلّ المذاهب»[۶۹]. ویدل هذا التعبیر علی علمه الواسع. ومن القرائن الاخری علی علمه وفضله تحدیه لزعیم المعتزلة القاضي عبد الجبار (۴۱۵) ونقده العلمي والدقیق لباب الإمامة من المغني. قرینة أخری لهذا المدعی

وتدل آثاره ومن جملتها شرح قصیدة الحمیریّ علی أن له ید طولی في اللغة أیضاً. ولایمکن إنکار قدرته في النحو والبلاغة والعلوم الأدبیّة الاخری إذا أخذنا بعین الاعتبار آثاره وخاصّة الغرر والدرر. وقد کتب مؤلف روضات الجنات قائلاً: لم أجد إلى الان وصف أحد من علماء العامّة لشيء من كتب أصحابنا اكثر ممّا ذكروه في شأن الغرر و الدّرر بحيث جعلوه راية الدّلالة على غاية فضله و نبالته و آية ذكائه و مهارته.[۷۰]

 وبشکل عام فإن إلمامه بالعلوم المختلفة جعل من السیّد المرتضی شخصیة جامعة ومرموقة کما قال صاحب روضات الجنات: و قد كان-رحمه اللّه- مع ذلك أعرف النّاس بالكتاب و السنّة و وجوه التّأويل فى الايات و الرّوايات، فانّه لمّا سدّ باب العمل بأخبار الاحاد اضطرّ إلى استنباط الشّريعة من الكتاب و الاخبار المتواترة و المحفوفة بقرائن العلم، و هذا يحتاج إلى فضل اطّلاع على الاحاديث و إحاطة بأصول الاصحاب، و مهارة في علم التّفسير و طريق استخراج المسائل من الكتاب.[۷۱]

وقد بلغت عظمة شخصیة السیّد المرتضی حداً بحیث إن الخواجه نصیر الدین الطوسيّ کان یذکره بقوله "صلوات الله علیه" کلّ ما کان یذکره عند تدریسه معظماً بذلک مکانته. ثم کان یلتفت إلی القضاة والمدرسین الحاضرین ویقول: کیف لا یصلّی علی السیّد المرتضی.[۷۲]

 وکان مجلس السیّد المرتضی مجمع العلماء ومرکز النقاشات الأدبیّة والفقهیة والکلامیّة. وکان أبو العلاء المعريّ یحضر في مجلس السیّد خلال إقامته في بغداد و کانت تثار نقاشات أدبیة بینه وبین السیّد.[۷۳] کما کان أبو إسحاق الصابيّ وعثمان بن جنّي من الحاضرین دوماً في حلقاته التدریسیة.[۷۴]

 وکانت مؤلفات السیّد المرتضی تنشر في زمان حیاته و کانت تحظی بالإقبال. وقد ألف المؤیدون الکتب في شرحها وتأییدها[۷۵] فیما ألف المعارضون الکتب في نقدها ونقضها.[۷۶] بل إن بعض هذه النقوض کانت تنقد مرة أخری في زمان حیاته.[۷۷] کل ذلک یدل علی مکانة السیّد المرتضی ومنزلته بین معاصریه.[۷۸] کما أن عناوین رسائله وآثاره تدل علی مکانته المتمیّزة وشمولیته العلمیّة، ذلک لأنّه أجاب في آثاره علی الأسئلة المتنوعة في المناطق المختلفة وفي المواضیع الفقهیّة، الکلامیّة، التفسیریّة والحدیثیّة.

 ثم حظي أسلوب السیّد ونهجه في تألیف الکتب والرسائل بالاهتمام من بعده، فلقد ألف الشیخ الطوسيّ کتاب " مسائل الخلاف " والعلّامة الحلّي کتاب مختلف الاحکام علی غرار أسلوب السیّد في تألیف الأنتصار (الفقه المقارن). [۷۹]

مؤلفاته

 للسیّد المرتضی تألیفات کثیرة تتمتع بالتنوع الموضوعي أیضاً. وکانت له فیها الکثیر من الابداعات. وأفضل المصادر للتعریف بآثاره الاجازة التي منحها لتلمیذه أبي الحسن محمد بن محمد البصرويّ في سنة ۴۱۷ ذکرها صاحب ریاض العلماء [۸۰]، وسنذکر فیما یلي فهرس کلّ آثاره وقد اقترن البعض منها بالإیضاح، ثم نستعرض أهم آثاره ومؤلفاته في علم الکلام. ویجب أن نذکّر بأن الاثار التي أشیر إلیها بعلامة النجمة هي الاثار التي ذکرت في إجازة البصرويّ.

 

ألف) فهرس المؤلفات

۱. إبطال القیاس وهو جزء من المسائل الموصلیّات الأولی وقد ذکره الشیخ في الفهرست باسم مسألة في القیاس و إبطاله (الذریعة، ج ۱، ص ۷۰).

۲. أحکام أهل الاخرة، أو مسألة في احکام الاخرة (الذریعة، ج ۱، ص ۲۹۵ و ج ۲۰، ص ۳۸۲).

۳. الاماليّ، (الذریعة، ج ۲، ص ۳۱۲ و ج ۸، ص ۱۴۰ و ج ۱۶، ص ۴۲ و ج ۱۹، ص ۳۶۵). ذکر هذا الکتاب في إجازة البصرويّ بعنوان الغرر و الفوائد وعنوانه الکامل غرر الفوائد و درر القلائد.

۴. الأنتصار أو انفرادات الأمامیّة، (الذریعة، ج۲، ص ۳۶۰ و ۴۰۰). کتب السیّد المرتضی هذا الکتاب للوزیر عمید الدین وطرح فیه الفروع التي ادعی البعض بأنّ الشیعة خالفوا إلاجماع فیها. وأثبت من خلال بیان آراء فقهاء المذاهب الاخری أن آراء الشیعة لا تخالف إلاجماع.

۵. الانصاف. ذکر السیّد ابن طاووس هذا الکتاب في الباب ۱۷۴ من کتابه الیقین. (الذریعة، ج ۲، ص ۳۹۵).

۶. إنقاذ البشر من الجبر و القدر، (الذریعة، ج ۲، ص ۴۰۱).

۷. الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة، (الذریعة، ج ۳، ص ۱۵ و ج ۱۱، ص ۱۲۶، ج ۲۰، ص ۳۳۷).

۸. کتاب البرق في علم الأدب، (الذریعة، ج ۳، ص ۸۶). ذکر بعنوان کتاب البروق في رسالة البصرويّ.

۹. تفسیر الخطبة الشقشقیة، (الذریعة، ج ۴، ص ۳۴۸ و ج ۱۳، ص ۲۲۲).

۱۰. تفسیر القصیدة المیمیة، (الذریعة، ج ۴، ص ۳۵۰).

۱۱. تفضیل الأنبیاء علی الملائکة، (الذریعة، ج ۴، ص ۳۵۹ و ج ۲۰، ص ۳۸۵).

۱۲. تقریب الأصول في علم الکلام، (الذریعة، ج ۴، ص ۳۶۵).

۱۳. تکملة الغرر و الدرر، (الذریعة، ج ۴، ص ۴۱۵).

۱۴. تنزیه الأنبیاء و الائمة علیهم السّلام، (الذریعة، ج ۴، ص ۴۵۶).

۱۵. الثمانین، (الذریعة، ج ۵، ص ۱۱).

۱۶. جمل العلم و العمل، أو جمل العقائد، (الذریعة، ج ۵، ص ۱۴۴).

۱۷. جواب السؤال عن وجه تزویج أمیرالمؤمنین ابنته من عمر، (الذریعة، ج ۵، ص ۱۸۳).

۱۸. جواب بعض المعتزلة في أنّ الإمامة لاتکون الاّ بالنصّ، (الذریعة، ج ۵، ص ۱۷۹).

۱۹. جواب شبهات بعض العامّة، (الذریعة، ج ۵، ص ۱۸۵).

۲۰. جواب المسائل، (الذریعة، ج ۵، ص ۱۸۶).

۲۱. جواب الملاحدة في قدم العالم، (الذریعة، ج ۵، ص ۱۹۴).

۲۲. جوابات المسائل البادرائیات، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۱۴ و ج ۲۰، ص ۳۳۷).

۲۳. جوابات المسائل التبانیات ویشتمل علی ثلاث مسائل سأله السلطان عنها. (الذریعة، ج ۵، ص ۲۱۶ و ج ۲۰، ص ۳۴۰).

۲۴. جوابات المسائل التبانیات، والتيّ رتّبها في عشرة فصول (الذریعة، ج ۵، ص ۲۱۷ و ج ۲۰، ص ۳۴۲).

۲۵. جوابات المسائل الجرجانیة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۱۷ و ج ۲۰، ص ۳۴۲).

۲۶. جوابات المسائل الحلبيّة الأولی، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۱۹ و ج ۲۰، ص ۳۴۵).

۲۷. جوابات المسائل الحلبيّة الثانیة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۱۹).

۲۸. جوابات المسائل الحلبيّة الثالثة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۱۹).

۲۹. جوابات المسائل الرازیّة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۲۱ و ج ۲۰، ص ۳۴۷).

۳۰. جوابات المسائل الرسّیّة الأولی، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۲۱ و ج ۲۰، ص ۸۲ و ۳۴۸).

۳۱. جوابات المسائل الرسّیّة الثانیة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۲۲ و ج ۲، ص ۸۲).

۳۲. جوابات المسائل الرملیّات، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۲۲ و ج ۲، ص ۸۳ و ج ۲۰، ص ۳۵۰).

۳۳. جوابات المسائل السلاریة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۰۶ و ۲۲۳ و ج ۲۰، ص ۳۵۲).

۳۴. جوابات المسائل الصیداویّة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۲۶ و ج ۲۰، ص ۳۳۵).

۳۵. جوابات المسائل الطبریّة. کتب الشیخ الاقا بزرگ الطهرانيّ: هکذا وردت في إجازة البصرويّ، ولکنها نفس المسائل الناصریّات التي انتزعت من فقه الناصر وألّفت في طبرستان. وهي ۲۰۷ مسائل. (الذریعة، ج ۵، ص ۲۲۶ و ج ۲۰، ص ۳۵۵ و ۳۷۰).

۳۶. جوابات المسائل الطرابلسيّة الأولی، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۲۶ و ج ۲، ص ۸۹ و ج ۲۰، ص ۳۵۶).

۳۷. جوابات المسائل الطرابلسيّة الثانیة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۲۶ و ج ۲، ص ۸۹).

۳۸. جوابات المسائل الطرابلسيّة الثالثة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۲۶ و ج ۲، ص ۸۹).

۳۹. جوابات المسائل الطرابلسيّة الرابعة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۲۶ و ج ۲، ص ۸۹).

۴۰. جوابات المسائل الطوسيّة. ذکرت في إجازة البصرويّ علی أنها خمس مسائل وأنها نفس المسائل البرمکیّة. (الذریعة، ج ۵، ص ۲۲۷ و ج ۲۰، ص ۳۵۶).

۴۱. جوابات المسائل المحمدیّة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۳۲ و ج ۲۰، ص ۳۶۶).

۴۲. جوابات المسائل المصریّات الأولی، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۳۴).

۴۳. جوابات المسائل المصریّات الثانیة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۳۴).

۴۴. جوابات المسائل المطلبیات، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۳۴ و ج ۲۰، ص ۳۶۷).

۴۵. جوابات المسائل الموصلیّات الأولی، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۳۵ و ج ۲۰، ص ۳۶۹).

۴۶. جوابات المسائل الموصلیّات الثانیة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۳۵).

۴۷. جوابات المسائل الموصلیّات الثالثة، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۳۵).

۴۸. جوابات المسائل المیافارقیّات، (الذریعة، ج ۵، ص ۲۳۸ و ج ۲۰، ص ۳۷۰).

۴۹. جوابات المسائل الناصریّة. وتشتمل علی ۳۳ مسألة. وسمیت هذه المجموعة بالناصریات، لأنها اشتملت علی أسئلة ابن الناصر الصغیر. (الذریعة، ج ۵، ص ۲۳۹ و ج ۲۰، ص ۳۷۱).

۵۰. حجّیّة إلاجماع، مجموعة مقالات السیّد المرتضی حول حجّیّة إلاجماع. (الذریعة، ج ۶، ص ۲۶۹).

۵۱. الحدود و الحقائق، (الذریعة، ج ۶، ص ۲۶۹).

۵۲. دیوان علم الهدی، (الذریعة، ج ۹، ص ۷۳۵ و ۱۰۲۷).

۵۳. الذخیرة في علم الکلام، (الذریعة، ج ۱۰، ص ۱۱).

۵۴. الذریعة إلی أصول الشریعة، (الذریعة، ج ۱۰، ص ۲۶).

۵۵. الرائیة. قصیدة في مدح أمیر المؤمنین علیه السّلام. (الذریعة، ج ۱۰، ص ۵۴ و ج ۱۷، ص ۱۱۷).

۵۶. رجال السیّد علم الهدی. نقل منها في لسان المیزان في ترجمة جبلة بن محمد. حیث جاء فیه: «ذکره الشریف في رجال الشیعة». یرید النقل من کتابه، فقد ذکر قائلاً: «ذکره النجاشيّ من رجال الشیعة». (الذریعة، ج ۱۰، ص ۱۳۳).

۵۷. الرد علی أبن جنّيّ في تعریضه لابیات المتنبی. ذکره الشیخ بعنوان تتبع الابیات. (الذریعة، ج ۱۰، ص ۱۷۶).

۵۸. الرد علی أبن جنّيّ في الحکایة و المحکي. ذکره الشیخ في الفهرست باسم النقض علی أبن جنّيّ.

۵۹. الرد علی أصحاب العدد. حول أیام شهر رمضان وتعیین هذا الشهر بالعدد أو الرؤیة. (الذریعة، ج ۱۰، ص ۱۸۵ و ج ۱۱، ص ۱۰۸ و ۲۰۹، و ج ۲۴، ص ۱۷۶).

۶۰. الرد علی من أثبت حدوث الأجسام من الجواهر، (الذریعة، ج ۱۰، ص ۲۲۶).

۶۱. الرد علی من تعلّق بقوله تعالی و لقد کرّمنا بنی آدم، (الذریعة، ج ۱۰، ص ۲۲۶).

۶۲. الرد علی المنجّمین، (الذریعة، ج ۱۰، ص ۲۲۹ و ج ۲۰، ص ۳۸۲ و ۳۸۷ و ۳۹۲).

۶۳. الرد علی یحیی بن عدي النصرانيّ فیما یتناهی و لایتناهی، (الذریعة، ج ۱۰، ص ۲۳۷).

۶۴. الرد علی یحیی بن عدي في اعتراضه علی دلیل الموحدین في حدوث الأجسام، (الذریعة، ج ۱۰، ص ۲۳۷).

۶۵. الرد علی یحیی بن عدي في مسألة سمّاها طبیعة المسلمین، (الذریعة، ج ۱۰، ص ۲۳۷). [۸۱]

۶۶. الشافي في الإمامة و إبطال حجج العامة، (الذریعة، ج ۱۳، ص ۸).

۶۷. شرح الرسالة. ذکره صاحب تأسیس الشیعة واعتبره من کتبه الفقهیّة. (الذریعة، ج ۱۳، ص ۲۸۲).

۶۸. شرح قصیدة الحمیریّ البائیّة، (الذریعة، ج ۱۴، ص ۹ و ج ۳، ص ۳). کما جاء في الذریعة، ج ۴، ص ۳۵۰ تفسیر القصیدة المیمیّة الحمیریّة.

۶۹. شرح مسائل الخلاف. هذا الکتاب هو غیر کتابه الخلاف في الفقه. (الذریعة، ج ۱۴، ص ۶۴) وقد جاء في إجازة البصرويّ ذکر کتاب باسم المسائل المستخرجات حیث ذکر أنه کتاب في شرح مسائل الخلاف في الفقه.

۷۰. الشهاب في الشیب و الشباب، (الذریعة، ج ۱۴، ص ۲۴۸ و ۲۶۴).

۷۱. الطیف و الخیال في الأدب، (الذریعة، ج ۱۵، ص ۱۹۶).

۷۲. عجائب الأغلاط، (الذریعة، ج ۱۵، ص ۲۱۸).

۷۳. رسالة في العصمة، (الذریعة، ج ۱۵، ص ۲۳۷ و ج ۲۰، ص ۳۹۰).

۷۴. العهد، (الذریعة، ج ۱۵، ص ۳۶۲).

۷۵. رسالة في غیبة الحجّة، (الذریعة، ج ۱۶، ص ۸۲).

۷۶. الفقه الملکي، (الذریعة، ج ۱۶، ص ۲۹۹).

۷۷. فهرست تصانیف المرتضی. کتب الشیخ في الفهرست: «له السید المرتضی من التصانیف و مسائل البلدان شيء کثیر یشتمل علی ذلک فهرسته المعروف». ویبدو من هذه العبارة أن السیّد المرتضی قام بتدوین هذا الفهرس. نعم قد یکون المراد من فهرس التصانیف، إجازة البصرويّ نفسها. (الذریعة، ج ۱۶، ص ۳۸۱).

۷۸. کشف آیات القرآن، (الذریعة، ج ۱۸، ص ۶).

۷۹. مجالس المرتضی. وهو الغرر و الدرر والذي یسمی أیضاً مجالس التأویلات ومجالس کشف الایات. (الذریعة، ج ۱۹، ص ۳۶۵).

۸۰. مجموعة رسائل کثیرة ویشمل المسائل التبانیات والموصلیات الثانیة والثالثة والمیافارقین والرد علی أصحاب العدد. ألف في سنة ۶۷۶ وهو موجود في الخزانة الرضویة. (الذریعة، ج ۲۰، ص ۱۱۹).

۸۱. مسائل انفرادات الأمامیّة، وهو نفس الکتاب المسمّی الأنتصار. (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۳۶).

۸۲. مسائل الخلاف في الأصول. ذکر النجاشيّ هذا الکتاب باسم الخلاف في أصول الفقه. (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۴۵ و ج ۷، ص ۲۳۶).

۸۳. مسائل العدد و إبطاله، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۵۷).

۸۴. مسائل المفردات، في أصول الفقه، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۶۸).

۸۵. المسائل الناصریّات، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۷۰).

۸۶. المسائل الدمشقیّة. عدّه في إجازة البصرويّ نفس کتاب الناصریّة، ولکن المسائل الناصریة هذه هي غیر المسائل الناصریّة في الفقه والتي نشرت في الجوامع الفقهیّه سنة ۱۳۷۴.

۸۷. المسائل الواسطیّات، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۷۲).

۸۸. مسألة في أحکام النجوم، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۲).

۸۹. مسألة في الإرادة، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۲).

۹۰. مسألة أخری في الإرادة، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۳).

۹۱. مسألة في الاستثناء، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۳).

۹۲. مسألة في الاعتماد، من المسائل الثلاث في الموصلیّات الأولی کما قال الشیخ في الفهرست. (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۳).

۹۳. مسألة في التأکید، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۴).

۹۴. مسألة في تقدیم القبول بلفظ الأمر في العقود، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۵).

۹۵. مسألة في توارد الأدلة، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۴).

۹۶. مسألة في التوبة، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۵).

۹۷. مسألة في دلیل الخطاب، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۶).

۹۸. مسألة في صیغة النکاح، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۸).

۹۹. مسألة في طریق الاستدلال علی فروع الأمامیّة، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۹).

۱۰۰. مسألة في الطلاق، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۹).

۱۰۱. مسألة في عدم حجّیّة خبر الواحد، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۹).

۱۰۲. مسألة في عدم الدلیل دلیل العدم و بیان مورده، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۹۰).

۱۰۳. مسألة في کونه تعالی عالماً، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۹۲).

۱۰۴. مسألة في المتعة، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۹۲).

۱۰۵. مسألة في المسح علی الخفین، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۹۳).

۱۰۶. مسألة في معنی الباء في الایة الشریفة " فامسحوا برؤسکم " (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۹۴).

۱۰۷. مسألة في من یتولی غسل الأمام، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۹۵).

۱۰۸. مسألة في المنع من تفضیل الملائکة علی الأنبیاء، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۹۵ و ج ۴، ص ۳۵۱).

۱۰۹. مسألة في نفي الرؤیة، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۹۷).

۱۱۰. مسألة في الولایة من قبل السلطان الجائر و الظالم، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۳۸۹). جاء في إجازة البصرويّ باسم جواز الولایة من جهة الظالمین و جاء في موضع آخر باسم مسألة في الولایة من قبل الظالمین.

۱۱۱. مضافات الغرر و الدرر. یشتمل هذا الکتاب علی تأویل بعض الایات التي اختارها السیّد المرتضی لإضافتها إلی کتاب الغرر و الدرر. (الذریعة، ج ۲۱، ص ۱۳۳).

۱۱۲. المعرفة الصرفة في إعجاز القرآن، (الذریعة، ج ۲۱، ص ۲۴۵). ذکر باسم الموضح عن جهة إعجاز القرآن في إجازة البصرويّ وذکّر بأنه معروف باسم الصرفة. کما عد اسمه العملي في الذریعة الموضح.

۱۱۳. المقنع في الغیبة، (الذریعة، ج ۲۲، ص ۱۲۲).

۱۱۴. الملخّص في أصول الدین، (الذریعة، ج ۲۲، ص ۲۱۰).

۱۱۵. مناظرة ابي العلاء المعريّ، (الذریعة، ج ۲۲، ص ۲۸۶).

۱۱۶. مناظرة الخصوم و کیفیة الاستدلال علیهم، (الذریعة، ج ۲۲، ص ۲۹۱).

۱۱۷. منقذ البشر من أسرار القضاء و القدر. وهو نفس کتاب إنقاذ البشر وذکره السیّد نفسه بهذا الاسم في ذلک الکتاب. (الذریعة، ج ۲۳، ص ۱۵۰).

۱۱۸. الأصول الاعتقادیّة. طبع سنة ۱۹۵۴ في بغداد. وتحدث المؤلف في هذا الکتاب حول صفات الله، النبوة، الإمامة، القیامة، صدق الوعد والوعید، الشفاعة، عذاب القبر، فناء الدنیا، المیزان، الصراط والجنة والنار. تتألف مخطوطته من صفحة واحدة و نسخته المطبوعة من أربع صفحات.[۸۲]

۱۱۹. معنی قوله تعالی قل تعالو أتلُ ما حرّم ربکم علیکم.

۱۲۰. تفسیر قوله تعالی لیس علی الذین آمنوا و عملوا الصالحات جناح فیما طعموا.

۱۲۱. مسألة في الإمامة.

۱۲۲. جواب الکراجکيّ في فساد العدد.

۱۲۳. کتاب المصباح في الفقه. ذکر السید المرتضی هذا الکتاب في آخر جمل العلم و العمل.

۱۲۴. تفسیر سورة الحمد و مأة و خمس و عشرین آیة من سورة البقرة.

 وفضلاَ عن ذلک، فإن هنالک کتباً أخری نسبت إلی السیّد المرتضی:

 ۱۲۵. الفصول المختارة. یضم هذا الکتاب مجموعة من مناظرات الشیخ المفید وأقواله وبعض الملاحظات المفیدة التي جمعها السیّد المرتضی ولأن معظم مواضیعه من الذي هو العیون والمحاسن الذي هو فقد سمّي الفصول المختارة من العیون والمحاسن. ویبدو بوضوح من عبارات مثل «ذکرت بحضرة الشیخ، فقال في الشیخ و من کلام الشیخ و من حکایات الشیخ، و سمعت شیخنا، قال الشریف أبوالقاسم علي بن الحسین الموسويّ، قلت للشیخ و. . .» أن السیّد المرتضی کان مجرّد مدوّن لهذا الکتاب وأن مواضیعه ومواده کلها للشیخ المفید. ومع ذلک، فقد عدّ النجاشيّ[۸۳] والشیخ الطوسيّ [۸۴] وابن شهر آشوب[۸۵] کتاب الفصول من العیون و المحاسن في جملة تألیفات الشیخ المفید ولم یذکروه في ترجمة السیّد المرتضی. کما اعتبر العلّامة المجلسيّ الفصول المختارة الاسم المعروف لکتاب العیون و المجالس. وهنا یطرح السؤال التالي: لماذا ذکروا هذا الکتاب في عداد آثار الشیخ المفید؟ هل نسبة هذا الکتاب إلی الشیخ المفید هي أولی من وجهة نظرهم، أم أن الشیخ المفید کان له أیضاً کتاب بنفس هذا الاسم لم یصلنا؟ وقد ذکر البعض مثل الاقا بزرگ الطهرانيّ کتاب الفصول المختارة من العیون و المحاسن للسید المرتضی، کما ذکروا للشیخ المفید کتاباً باسم الفصول من العیون و المحاسن. إلا أنّه لیس متأکداً من کون هذا الکتاب موجوداً الان أم لا. [۸۶]

۱۲۶. تنبیه الغافلین عن فضل الطالبین في الایات النازلة في شأن الأئمة الطاهرین. یری صاحب الذریعة أن هذا الکتاب من تألیف قدماء الاصحاب ویذکر أنه منسوب إلی الشریف المرتضی. (الذریعة، ج ۴، ص ۴۴۶).

۱۲۷. جواب أهل الحجاز في نفي سهو النبي صلّی الله علیه و آله و سلم، (الذریعة، ج ۵، ص ۱۷۵). ذکر الاقا بزرگ الطهرانيّ في الذریعة[۸۷]هذا الکتاب وذکر أنه من تألیف الشیخ المفید أو السیّد المرتضی. کما ذکر العلّامة المجلسيّ هذه الرسالة بشکل کامل وطرح هذین الاحتمالین فیما یتعلق بمؤلفها. [۸۸] ورجّح نسبته إلی الشیخ المفید، ولکن الاقا بزرگ الطهرانيّ یرجح احتمال أن هذه الرسالة لیست للسید المرتضی ولا للمفید.

۱۲۸. المحکم و المتشابه، (الذریعة، ج ۲۰، ص ۱۵۴). کتب الاقا بزرگ الطهرانيّ أیضاً ذیل عنوان هذا الکتاب أنّ العلّامة المجلسيّ في بحار الانوار والمحدّث الحرّ العامليّ والمحدّث البحرانيّ في لؤلؤة البحرین نسبوا هذا الکتاب إلی السیّد المرتضی. وصرّح المحدث البحرانيّ بأن السیّد المرتضی نقله کله من تفسیر النعمانيّ.

 ولکن لا یوجد اسم لهذا الکتاب في عداد آثار السیّد في کتب القدماء مثل رجال النجاشيّ، الفهرست، ومعالم العلماء. ثم یذکر الاقا بزرگ الطهرانيّ أن سبب اعتبار المحدثین بأنّه منقول من تفسیر النعمانيّ؛ هو أن السیّد أوصی بعد خطبة الکتاب بتعلیم القرآن وتعلم علوم أهل البیت علیهم السّلام، ثم استشهد علی ذلک بروایة النعمانيّ عن الأمام الصادق علیه السّلام. وبدایة عبارته هو «قال أبوعبدالله محمد بن إبراهیم بن جعفر النعمانيّ في کتاب تفسیر القرآن. . . » حتّی یقول «نعوذ بالله عن الضلالة»؛ ولذلک فقد ظن المحدثون أنّ کلّ موضوعات الرسالة نقلت من تفسیر النعمانيّ.[۸۹]

۱۲۹. نهج البلاغة. رغم وجود الکثیر من القرائن والشواهد علی أن السیّد الرضيّ هو الذي جمع نهج البلاغة بل إن ذلک من الممکن استنتاجه من مقدمته وآثار السیّد الرضيّ الاخری، الأ أن البعض شکّک في نسبة نهج البلاغة إلیه. ولعل ابن خلکان الاربلي (ت ۶۸۱) أوّل من ألقی مثل هذا الشکّ.[۹۰] وقد أثار هذا الشکّ من بعده أشخاص مثل الذهبّي[۹۱] وابن حجر العسقلانيّ[۹۲] وابن عماد الحنبليّ[۹۳]. ولکن یبدو أن هذه الشکوک لا أساس لها نظراً إلی الشواهد التي تؤید جمع نهج البلاغة من قبل السیّد الرضيّ. [۹۴]

 

المکانة و المنزلة الاجتماعیّة

ألف) مکانة السیّد المرتضی في بغداد

 معاییر للشرف في عصر السیّد المرتضی ثلاثة: ۱. الاسرة: فقد کان البعض یفتخرون بأسرهم وشرفهم ونسبهم ویعتبرون کلّ ذلک مدعاة لافتخارهم مثل العلویّین، العباسیّین، البویهیّین وبني المهلّب. ۲. المناصب الحکومیة: فقد کان المدراء، القادة العسکریون، والمنشؤون والحکّام یفتخرون بمناصبهم في جهاز الحکم. ۳. الدین و العلم والأدب: کانت الشخصیات الدینیة مثل الفقهاء والمتکلمین والشخصیات الأدبیّة مثل الشعراء والکتّاب یتباهون بدینهم وعلمهم وأدبهم.[۹۵]

 وبناء على ذلك فقد كانت هنالك ثلاث طبقات تشكل مجتمع بغداد الارستقراطيّ. وكان الشریف المرتضى يتمتع بالمعاییر الثلاثة أجمع، فکان ـ و كما مرّ ـ من السادة الهاشميين الذين يتشرفون بالانتساب إلى الأمام الكاظم عليه السّلام من جهة الاب وإلى الأمام السجّاد عليه السّلام من جهة الام. كما كان يشغل مناصب مهمة في الحكومة فمن اهم مناصبه: النقابة ورئاسة ديوان المظالم وإمارة الحجيج حيث كان ذلك السبب في أن ینال منزلة مرموقة في بغداد. واما في مجال الدين والعلم فکان الشریف المرتضی من جملة أهم الشخصيات الدينية في عصره، بل التاريخ الشيعيّ کما أشرنا إلى ذلك في حياته العلمية. وبناء على ذلك فقد كان الشریف المرتضى يتمتع بالمعاییر الثلاثة كلها ولذلك فإن من الطبيعي أن يتمتع بمكانة مرموقة في بغداد.

ب) المناصب

 كان الشریف المرتضى يشغل مناصب مهمة كما مر. وكان يتولى منصب نقابة الطالبيّين[۹۶] إمارة الحجيج و رئاسة ديوان المظالم[۹۷]. وقد تولّى السید المرتضى وهو في العشرين من عمره ـ أي في زمان حياة أبيه ـ هذه المناصب لفترة بالنيابة عنه و أخذ على عاتقه هذه المسؤوليات بالأصالة في سنة ۴۰۶ على أثر وفاة أخيه الشريف الرضيّ. وقد تلي مرسوم نقابته في بلاط الخلافة بحضور فخر الملك الوزير أبو غالب محمد بن خلف، الوجهاء، قضاة بغداد وفقهائها.[۹۸]

 ويدل تولّي هذه المناصب الثلاثة المهمة على المكانة المهمة للسيد المرتضى وأسرته في بلاط الخلافة وكذلك في مجتمع بغداد آنذاك بوضوح.

ج) القدرة المالیة

 القدرة المالية من جملة معايير التمتع بالشرف والمنزلة الاجتماعية. وقد نقل مؤلف رياض العلماء عن بعض المشايخ أن قرى الشریف المرتضى وضيعاته كانت تبلغ ثمانين قطعة وكانت تقع بين بغداد وكربلاء وكانت في غاية العمران. وقيل في وصفها إنه كان بين بغداد وكربلاء نهر كبير كانت القرى والضياع على جانبيه وكانت القوارب تمّر فيه. و في فصل نضج الثمار كانت القوارب المارة في النهر تمتلئ بالثمار التي كانت تقع على جانبي النهر وكان الناس يأكلون منها دون أي مانع.[۹۹]

 وكان الشریف المرتضى يدفع إعانات مالية شهرية لتلاميذه. ومن جملتهم الشيخ الطوسيّ الذي كان يدفع له اثني عشر ديناراً والقاضي أبن البراج حيث كان يدفع له ثمانية دنانیر[۱۰۰] وكان الشریف المرتضى يخصّص بعض أمواله للأمور الخيريّة، و تفيد بعض الروايات أنه كان وقف ضيعة لإعداد الورق للفقهاء. [۱۰۱]

 كما روي أن الشریف المرتضى دفع مبلغ تسعة الاف دينار لقطاع الطرق كي يمر الحجاج بسلامة وذلك خلال سفره برفقة أخیه السید الرضيّ للحج بالنيابة عن والده وكأمير للحجيج. [۱۰۲]

 وفضلاً عن الشواهد الثلاثة السابقة، فإن هناك قرائن وشواهد أخرى تدل على المكانة الاجتماعية المتميزة للسيد المرتضى، ومن جملتها؛ منح الالقاب له من قبل الأمراء [۱۰۳]، استمداد الخلفاء منه [۱۰۴] حضوره في المناسبات السیاسیّة مثل مبایعة الخلیفة [۱۰۵] وکذلک استقبال السلاطین [۱۰۶] لجوء ملک البویهیّین إلیه[۱۰۷] ودفاع الحکومة عنه في مقابل الشطّار [۱۰۸]، و غیرها من الامور کلّ ذلک یعد من جملة القرائن التي کانت تدلّ علی مکانته الاجتماعیّة المرموقة.

السید المرتضی و رسالة الشیعة

 واجه الشیعة تحدیات جدیة بعد وفاة النبي(ص). وفیما عدا العهد القصیر لخلافة أمیر المؤمنین علیه السّلام، فقد سعی الحکام دوماً لمنع الشیعة من ممارسة أنشطتهم عبر فرض القیود علیهم، وکانوا یعملون علی الحیلولة دون نموهم وتطورهم. وفضلاً عن دعایاتهم المغرضة، فقد کانوا یجهدون من أجل قلب الحقائق السامیة للمذهب الشیعيّ وتحریفها في أنظار الاخرین. حتّی حلّ القرن الرابع. ورغم أن ظل الخلافة کان مایزال مخیّماً علی بغداد والعراق في هذا القرن، لکن سلطتهم آلت إلی الضعف الشدید. فاغتنم علماء الشیعة هذه الفرصة کي یزیلوا الشوائب عن المذهب الشیعيّ بحریة أکبر ودون خوف وتقیة و یوضحوا الأصول الفکریّة والعقیدیّة للمذهب الشیعيّ بالنسبة إلی العقائد والمذاهب الدینیّة الاخری. وقد اغتنم السیّد المرتضی بدوره هذه الفرصة باعتباره عالماً کبیراً یتمتع بمکانة اجتماعیّة سیاسیة و شمّر عن ساعد الجد لنشر التعالیم الشیعیّة. فقد نشط في أوائل القرن الخامس وبعد إدراکه العمیق لظروف عصره ومن خلال شعوره بالمسؤولیة إزاء هذه الرسالة الخطیرة، فتعامل مع جهاز الخلافة والحکم من جهة وتعامل مع کبار علماء أهل السنّة فکریاً من جهة أخری، نشط في نشر التعالیم الشیعیّة والإسلامیة والدعوة لهما. وقد حظي بالترحیب العام بسبب ما یتمتع به من علم واسع و منزلة سیاسیة واجتماعیة، بحیث إن الکثیر من مؤلفاته ورسائله، کانت إجابة علی أسئلة الناس في المناطق المختلفة. بل إنه عمد حتّی في کتبه الأدبیّة، إلی نشر الافکار والمعارف الاسلامیّة الاصیلة.

 ورغم تعاطي السیّد المرتضی مع العلماء، إلا أنّه کان یعمد إلی نقدهم علی أسس علمیة، وعلی سبیل المثال فقد نقد باب الإمامة من کتاب زعیم المعتزلة القاضي عبد الجبار، کما کانت له مناظرات مع الدهریین امثال أبي العلاء المعريّ.

وفاته

 توفي السیّد المرتضی في یوم الاحد ۲۵ من ربیع الاول ۴۳۶ في بغداد بعد عمر کرّسه لجهود علمیّة، ثقافیّة، سیاسیّة واجتماعیّة خالصة. وقد تولّی غسله تلامیذه البارزون مثل أحمد ابن الحسین النجاشيّ، الشریف أبي یعلی وأقام ابنه الصلاة علیه و دفن في بیته في محله الکرخ و نقل فیما بعد الی الحرم الحسینيّ.[۱۰۹] ومحمد بن الحسن الجعفري، وسلار بن عبدالعزیز.[۱۱۰]


 

[۱] تم أقتباس هذا المقال من کتاب السید المرتضی للسید علي رضا أسعديّ مع شيء من التلخیص و التنقیح.

[۲] توجد اختلافات في وجهات النظر بالنسبة لتاریخ ولادة ووفات السید أیضاً؛ راجع: المیرزا عبدالله أفندي الاصفهانيّ، ریاض العلماء، ج ۴، ص ۱۴.

[۳] محمد باقر الموسويّ الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۲۹۶ و محمد علي المدرس التبریزيّ، ریحانة الأدب، ج ۴، ص ۱۸۸.

[۴] ابن عنبه، عمدة الطالب. ص ۱۸۷ و محمد بن سلیمان التنکابنيّ، قصص العلماء، ص ۵۲۷.

[۵] ابن الجوزيّ، المنتظم، ج ۱۵، ص ۵۴، حوادث سنة ۳۹۷.

[۶] محمد علي المدرس التبریزيّ، ریحانة الأدب، ج ۴، ص ۱۸۸ و الخطیب البغداديّ، تاریخ بغداد، ج ۱۱، ص ۴۰۲.

[۷] السید علي خان الشیرازيّ، الدرجات الرفیعة، ص ۴۵۹ – ۴۶۰. محمد باقر الموسويّ الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۲۹۵ – ۲۹۶ و محمد علي المدرس التبریزي، ریحانة الادب، ج ۴، ص ۱۸۷ ـ ۱۸۸ نقلاً عن الأربعین للشهید؛ و المیرزا عبدالله الافندي الاصفهاني. ضمن بیانه للوجه المذکور في المتن، فقد نقل وجوهاً أخری ونقدها أیضاً راجع: ریاض العلماء، ج ۴، ص ۱۸ – ۱۹.

[۸] رغم أنّ نسب السید المرتضی یذکر علی هذه الشاکلة في الغالب، لکن توجد اختلافات طفیفة بشأنه أیضاً، و من جملة ذلک القاضي نور الله الشوشتريّ في مجالس المؤمنین (ج ۱، ص ۵۰۰)، الشیخ یوسف و المقدس الکاظميّ في الرجال حیث ضبط «موسی» بـ «محمد بن موسی» ولعل ذلک کان من سهو القلم.

[۹] السید المرتضی، المسائل الناصریّات، ص ۶۲، وتوجد نسخ أخری بشأن بعض الأشخاص المذکورین خلال ذلک النسب.

[۱۰] راجع

[۱۱] أبن أبي الحدید، شرح نهج البلاغة، ج ۱، ص ۳۱.

[۱۲] راجع: السید علي خان الشیرازي، الدرجات الرفیعة، ص ۴۵۸؛ دایرة المعارف بزرگ اسلامی، مدخل آل حمدان، ج ۱، ص ۶۹؛ أبن أبي الحدید، شرح نهج البلاغة، ج ۱، ص ۳۱ ـ ۳۲ و محمدمهدي الجعفري، السید الرضي، ص ۲۳ ـ ۲۴.

[۱۳] أبن أبي الحدید، شرح نهج البلاغة، ج ۱، ص ۳۲ و السید علي خان الشیرازي، الدرجات الرفیعة، ص ۴۵۸.

[۱۴] محمد مهدي الجعفري، سید رضي، ص ۲۴ ـ ۲۵.

[۱۵] راجع: سلسلة مؤلفات الشیخ المفید، ج ۹؛ أحکام النساء، ص ۱۳ ـ ۱۴ و الشیخ آقا بزرگ الطهراني، الذریعة، ج ۱، ص ۲۰۳.

[۱۶] علي الدواني، مقالاتي پیرامون نهج البلاغة و گردآورنده آن، ص ۲۶، نقلاً عن کاخ دلاویر و دائرة المعارف تشیع، ج ۸، ص ۲۷۹.

[۱۷] المَحتِد بمعنی الاصل: المنجد، ماده حتد.

[۱۸] الشیخ اشرف العبید النسابة، تهذیب الأنساب، ص ۱۵۴.

[۱۹] أبن عنبه، عمدة الطالب، ص ۱۸۸.

[۲۰] أبن الأثیر، الکامل في التاریخ، ج ۹، ص ۵۸۰، أحداث سنة ۴۴۳.

[۲۱] أبن عنبه، عمدة الطالب، ص ۱۸۸.

[۲۲] المیرزا عبدالله الافندي الأصفهانيّ، ریاض العلماء، ج ۵، ص ۴۰۹. قال مؤلف أدب المرتضی استنادا الی روضات الجنات: إن السید کان له ثلاث بنات، لأن أخاه السید الرضيّ هنأه في ثلاث قصائد بثلاث بنات (دیوان الرضيّ، ج ۱، ص ۲۵۱ و ۳۵۹ و ۴۶۲) وعزّاه بوفاة ابنتین له (دیوان الرضيّ، حرف الباء). والبنان هما زینب وخدیجة اللتان ذکرهما صاحب روضات الجنات ومن المحتمل أن تکون البنت الثالثة نفس تلک التي بقیت حیة وروت نهج البلاغة عن عمها. (عبدالرزاق محیی الدین، شخصیت أدبی السید مرتضی، ترجمه جواد محدثيّ، ص ۶۳). ولکن ما ذکره محمد باقر الموسوي الخوانساري في روضات الجنات هن أخوات السید المرتضی، لا بناته (انظر: ج ۴، ص ۳۰۵).

[۲۳] کان هذا الوضع سائداً طوال القرن الرابع الهجريّ تقریباً ومابعده لکن تخلّله فترات من الضعف والشدة. و تدل النظرة الإجمالیة إلی صفحات الکتب التاریخیة التي تحکي أوضاع هذا القرن، علی هذه الحقیقة، ومن جملتها راجع: أبوعلي مسکویه، تجارب الامم، ج ۶ و ۷؛ أبن الجوزيّ، المنتظم، ج ۱۴؛ أبن الأثیر، الکامل، ج ۸، أبن کثیر، البدایة و النهایة، ج ۱۱.

[۲۴] راجع: دایرة المعارف بزرگ إسلامی، ج ۲، مدخل بغداد، ص ۲۹۷ نقلاً عن:

H. the Busse, “Iran under the Buyids” combridge History of Iran, Vol. Iv, ed. R.N. frye, Cambridge, ۱۹۷۵

[۲۵] راجع: المحامي رشید الصفار، الذخیرة، ترجمة الشریف المرتضی، ص ۴۵.

[۲۶] راجع: عبدالرزاق محیی الدین، شخصیت أدبیة سید مرتضی، ترجمة جواد محدثيّ، ص ۱۹ ـ ۲۰، نقلاً عن دیوان السید المرتضی، المخطوطة، ج ۱، ص ۱۳ و ج ۴، ص ۹.

[۲۷] راجع: أبن الجوزيّ، المنتظم، ج ۱۵، ص ۲۱۷ ـ ۲۱۸.

[۲۸] سید مرتضی، ترجمة جواد محدثيّ، ص ۲۰، نقلاً عن دیوان السید المرتضی، مخطوطة، ج ۴، ص ۵۱.

[۲۹] نفس المصدر، ص ۲۱.

[۳۰] راجع: أحمد أمین، ظهرالإسلام، ج ۲، ص ۴۰.

[۳۱] نفس المصدر.

[۳۲] آدام متز، الحضارة الإسلامیة في القرن الرابع، ترجمه علي رضا ذکاوتی قراگوزلو، ص ۲۲۲.

[۳۳] دایرة المعارف بزرگ اسلامی، مدخل بغداد، ج ۱۲، ص ۳۲۱.

[۳۴] عبدالرزاق محیی الدین، شخصیت ادبی سيد مرتضى، ترجمة جواد محدثيّ، ص ۳۳.

[۳۵] أحمد أمین، ظهرالإسلام، ج ۱، ص ۲۱۲.

[۳۶] نفس المصدر.

[۳۷] المصدر السابق، ص ۲۰۶.

[۳۸] النجاشيّ، الرجال، ص ۳۷۲ ـ ۳۷۳.

[۳۹] نفس المصدر، ص ۲۶۱ ـ ۲۶۲.

[۴۰] نفس المصدر، ص ۳۷۷ ـ ۳۷۸.

[۴۱] نفس المصدر، ص ۳۸۴ ـ ۳۸۵.

[۴۲] نفس المصدر، ص ۳۸۹ ـ ۳۹۲. ذکر النجاشيّ أن الصدوق سافر إلی بغداد في سنة ۳۵۵. .

[۴۳] راجع: دایرة المعارف بزرگ اسلامی، ج ۱۲، مدخل بغداد، ص ۳۲۱.

[۴۴] محمدباقر الموسويّ الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۲۹۵.

[۴۵] محمدباقر الموسويّ الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۲۹۵. محمد علي المدرس التبریزيّ، ریحانة الأدب، ج ۴، ص ۱۸۵؛ ابن حجر العسقلانيّ، لسان المیزان، ج ۴، ص ۲۲۳ – ۲۲۴؛ الشیخ یوسف البحراني، لؤلؤة البحرین، ص ۳۱۶ والسید علي خان الشیرازيّ الدرجات الرفیعة، ص ۴۵۹.

[۴۶] محمدباقر الموسويّ الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۲۹۵. یری البعض أن أستاذ السید المرتضی هو أبن نباتة السعدي الشاعر لا الخطیب لأن الخطیب کان حلبیاً من أهل میافارقین ولم یکن قد جاء إلی بغداد« ولکن أبن نباتة السعدي کان معاصراً للمرتضی ویسکن بغداد. انظر: عبدالرزاق محیی‌الدین، شخصیت أدبي سیّد مرتضی، ترجمة جواد محدّثيّ، ص ۸۹.

[۴۷] للاطلاع علی شخصیة الشیخ المفید وآثاره انظر: سلسلة مؤلفات الشیخ المفید، حیاة الشیخ المفید، عبدالعزیز الطباطبایيّ، ص ۱۷ ـ ۱۴۹

[۴۸] راجع: ابن‌ الجوزيّ، المنتظم، ج ۱۴، ص ۳۷۲، أحداث سنة ۳۸۴.

[۴۹] راجع: أبن الجوزيّ، المنتظم، ج ۱۵، ص ۱۸۵، أحداث سنة ۴۱۸؛ أبن الأثیر، الکامل، ج ۹، ص ۳۶۲، أحداث سنة ۴۱۸؛ محمدتقی الشوشتري، قاموس الرجال، ج ۳، ص ۴۹۶ ـ ۴۹۸.

[۵۰] راجع: المیرزا عبدالله أفندي الأصفهانيّ، ریاض العلماء، ج ۳، ص ۳۸۶ ـ ۳۸۸.

[۵۱] راجع: البغداديّ، تاریخ بغداد، ج ۹، ص ۱۲۱.

[۵۲] النجاشيّ، الرجال، ص ۱۸۶ و انظر ایضاً: محمدتقي الشوشتريّ، قاموس الرجال، ج ۵، ص ۳۵۰ ـ ۳۵۲.

[۵۳] راجع: المیرزا عبدالله أفندي الأصفهانيّ، ریاض العلماء، ج ۲، ص ۱۴۸ ـ ۱۵۰ و النجاشيّ، الرجال، ص ۶۸.

[۵۴] انظر: النجاشيّ، الرجال، ص ۸۵؛ محمدتقي الشوشتري، قاموس الرجال، ج ۳، ص ۴۹۵ ـ ۴۹۶ و المیرزا عبدالله أفندي، ریاض العلماء، ج ۱، ص ۶۳ ـ ۶۴.

[۵۵] محسن الأمین، أعیان الشیعة، ج ۷، ص ۱۷۰ ـ ۱۷۱ و محمد بن سلیمان التنکابنيّ، تذکرة العلماء، ص ۹۴.

[۵۶] محسن الأمین، أعیان الشیعة، ج ۷، ص ۲۹۶.

[۵۷] حسن الأمین، مستدرکات أعیان الشیعة، ج ۴، ص ۲۴۲.

[۵۸] للتعرف علی أساتذته وتلامیذه، راجع: رسائل الشریف المرتضی، ج ۱، ص ۲۷ ـ ۲۹؛ عبدالرزاق محیی الدین، شخصیت أدبي سید مرتضی، ترجمة جواد المحدثيّ، ص ۸۹ ـ ۹۳؛ محمدباقر الموسوی الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۲۹۹ ـ ۳۰۰ و محمدعلي المدرس التبریزيّ، ریحانة الأدب، ج ۴، ص ۱۸۵.

[۵۹] راجع: النجاشيّ، الرجال، ص ۲۷۰.

[۶۰] الشیخ الطوسيّ، رجال الطوسيّ، ص ۴۳۴.

[۶۱] العلامه الحليّ، خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، ص ۱۷۹.

[۶۲] الثعالبيّ، یتیمة الدهر، ج ۵، ص ۶۹ – ۷۲.

[۶۳] ابن کثیر، البدایة والنهایة، ج ۱۲، ص ۶۶.

[۶۴] للتعرف أکثر علی وجهة نظر العالم المذکور أعلاه بشأن المقام العلمي للسید المرتضی، راجع: علي الدوانيّ مقالاتي پیرامون نهج البلاغه و گردآورنده آن، ص ۳۰ – ۳۴.

[۶۵] راجع: محمد علي المدرس التبریزيّ، ریحانة الأدب، ج ۴، ص ۱۸۴، و أیضاً راجع: المیرزا عبدالله أفندي الأصفهانيّ، ریاض العلماء، ج ۴، ص ۲۰. وقد عرفّه العلامة الأمینيّ بوصفه إمام الفقه، مؤسس أصول الفقه، أستاذ الکلام، نابغة الشعر و روایة الحدیث، رائد المناظرة وزعیم اللغة والعلوم العربیة الأخری، المرجع في تفسیر القرآن والکلام والجامع لکافة الفضائل. (الغدیر، ج ۴، ص ۲۹۷)، وقد أکّد آخرون علی جامعیته (راجع: یاقوت الحمويّ، معجم الأدباء، ج ۱۳، ص ۱۴۷ و محمدباقر الموسويّ الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۲۹۵).

[۶۶] والشخصان الاخران هم: الحسن بن أبي عقیل العمانيّ ومحمد بن أحمد بن الجنید (راجع: محمدباقر الموسويّ الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۲، ص ۲۵۹ و حیاة الحسن بن علي).

[۶۷] عبد الرزاق محیي الدین، شخصیت أدبي سید المرتضی، ترجمه جواد محدّثي، ص ۳۳.

[۶۸] رسائل الشریف المرتضی، ج ۱، ص ۲۱۰.

[۶۹] أبن الجوزي، المنتظم، ج ۱۵، ص ۲۹۴.

[۷۰] محمدباقر، موسوی التبریزيّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۳۰۳.

[۷۱] نفس المصدر، ص ۳۰۰.

[۷۲] نفس المصدر، ص ۳۰۳.

[۷۳] ومن جملتها مناظرة بینهما استدل فیها أبو العلاء علی قدم العالم والسید علی حدوثه (راجع: الطبرسيّ، الاحتجاج، ج ۱، ص ۵۰۲ ـ ۵۰۶ و المیرزا عبدالله أفندي الأصفهانيّ، ریاض العلماء، ج ۴، ص ۲۴ ـ ۲۶(.

[۷۴] عبدالرزاق محیی الدین، شخصیت أدبی سید مرتضی، ترجمة جواد محدثيّ، ص ۹۴.

[۷۵] مثل شرح جمل العلم و العمل لابن البرّاج الطرابلسيّ، تتمة الملخص لسلار بن عبدالعزیز و تلخیص الشافي للشیخ الطوسي.

[۷۶] مثل نقض الشافی لابي الحسین البصريّ.

[۷۷] راجع: المیرزا عبدالله أفندي الأصفهانيّ، ریاض العلماء، ج ۲، ص ۴۴۱ و محسن الأمین، أعیان الشیعة، ج ۹، ص ۱۷۱ ـ ۱۷۲.

[۷۸] راجع: عبدالرزاق محیی الدین، شخصیت أدبي سید مرتضی، ترجمة جواد محدثيّ، ص ۹۴ ـ ۹۵ و السید المرتضی، الذریعة إلی أصول الشریعة، مقدمة، ص ۴.

[۷۹] راجع: محمدباقر الموسوی الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۳۰۰؛ عبدالرزاق محیی الدین، شخصیت أدبي سید مرتضی، ترجمه جواد محدثيّ، ص ۹۵ ـ ۹۶؛ السید مرتضی، الذریعة إلی أصول الشریعۀ، ص ۴.

[۸۰] المیرزا عبدالله أفندي الأصفهانيّ، ریاض العلماء، ج ۴، ص ۳۴ ـ ۳۸.

[۸۱] أشار السید المرتضی في " الملخص" إلی نقضه علی مقالة یحیی بن عدي النصراني باسم الکلام في طبیعة الممکن. (راجع: ص ۱۲۹). ولعل الکتاب السابق الذکر الذي ذکره مترجمو حیاة السید ومنهم النجاشي، هو هذا الکتاب نفسه.

[۸۲] راجع: حسن الأمین، مستدرکات أعیان الشیعة، ج ۵، ص ۲۹۵.

[۸۳] النجاشيّ، الرجال، ص ۳۹۹.

[۸۴] الشیخ الطوسيّ، الفهرست، ص ۲۳۹.

[۸۵] أبن شهر آشوب، معالم العلماء، ص ۱۱۳.

[۸۶] راجع. آقا بزرگ الطهرانيّ، الذریعة، ج ۱۶، ص ۲۴۴ ـ ۲۴۵ و سلسلة مؤلفات الشیخ المفید، حیاة الشیخ المفید، عبدالعزیز الطباطبایيّ، ص ۱۱۲ ـ ۱۱۳.

[۸۷] آقا بزرگ الطهرانيّ، الذریعة، ج ۵، ص ۱۷۶ ـ ۱۷۷.

[۸۸] محمدباقر المجلسيّ، بحارالأنوار، ج ۱۷، ص ۱۲۲ ـ ۱۲۹.

[۸۹] راجع. آقا بزرگ الطهرانيّ، الذریعة، ج ۲۰، ص ۱۵۴ ـ ۱۵۵.

[۹۰] أبن خلکان، وفیات الأعیان، ج ۳، ص ۳۱۳.

[۹۱] الذهبيّ، میزان الأعتدال، ج ۳، ص ۱۲۲.

[۹۲] أبن حجر العسقلانيّ، لسان المیزان، ج ۴، ص ۲۲۳.

[۹۳] أبن العماد الحنبليّ، شذرات الذهب، المجلدان ۳ ـ ۴، ج ۳، ص ۲۵۷.

[۹۴] راجع في هذا المجال کتاب مقالاتی پیرامون نهج البلاغة و گردآورنده آن الذي صدر من قبل مؤسسة نهج البلاغة.

[۹۵] أحمد أمین، ظهرالإسلام، ج ۱، ص ۱۲۲ ـ ۱۲۳.

[۹۶] رعاية مصالح كل الأشخاص الذين ينحدر نسبهم من أبي طالب والد أمير المؤمنين عليه السّلام.

[۹۷] دیوان المظالم كان يتولّى حسم النزاعات و القضاء بين أطراف النزاع وإحقاق الحقوق. .

[۹۸] أبن الجوزيّ، المنتظم، ج ۱۵، ص ۱۱۱ أحداث سنة ۴۰۶.

[۹۹] المیرزا عبدالله أفندي الأصفهانيّ، ریاض العلماء، ج ۴، ص ۳۰ و محمدباقر الموسويّ الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۳۰۵ ـ ۳۰۶.

[۱۰۰] المیرزا عبدالله أفندي الأصفهانيّ، ریاض العلماء، ج ۴، ص ۳۰؛ محمدباقر الموسوی الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۲۹۶ و الشیخ یوسف البحرانيّ، لؤلؤة البحرین، ص ۳۱۷.

[۱۰۱] محمدباقر الموسوی الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۲۹۶.

[۱۰۲] أبن الجوزيّ، المنتظم، ج ۴، ص ۱۵، حوادث سال ۳۸۹؛ محمدباقر الموسوی الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۲۹۶ نقلاً عن اتحاف الوری بأخبار ام القری تألیف أبيّ القاسم الفهد الهاشميّ في حوادث سنه ۳۸۹ وأیضاً انظر: شیخ یوسف البحرانيّ، لؤلؤة البحرین، ص ۳۱۷ نقلاً عن اتحاف الوری.

[۱۰۳] مثل منحه لقب " ذو المجدین" من قبل بهاء الدولة في سنة ۳۷۹ راجع: أبن الجوزيّ، المنتظم، ج ۱۵، ص ۵۴، حوادث سنة ۳۹۷.

[۱۰۴] حینما خشي الخلفاء العباسیون اتساع نفوذ الفاطمیین فقد استجاروا بالشخصیات البارزة في ذلک العصر وکتبوا رسالة في عدم صحة نسب الفاطمیین و دفعوا تلک الشخصیات إلی التوقیع علیها؛ وکان من جملة الموقعین علیها من العلویین، السید المرتضی والشریف الرضيّ؛ راجع: أبن الجوزيّ، المنتظم، ج ۱۵، ص ۸۲، حوادث سنة ۴۰۲ و أبن الأثیر، الکامل، ج ۹، ص ۲۳۶، حوادث سنة ۴۰۲.

[۱۰۵] بعد وفاة القادر وتولي القائم بأمر الله للخلافة في سنة ۴۲۲ کان السید المرتضی أول المبایعین له حیث نظم شعراً في وصفه؛ أبن الجوزيّ، المنتظم، ج ۱۵، ص ۲۱۷، حوادث سنة ۴۲۲ و أبن الأثیر، الکامل، ج ۹، ص ۴۱۷، حوادث سنة ۴۲۲.

[۱۰۶] راجع: أبن الجوزيّ، المنتظم، ج ۱۵، ص ۹۳، حوادث سنة ۴۰۳.

[۱۰۷] ومن جملة ذلک عندما ثار الجند ضد جلال الدولة وأخرجوه من البلاط فقد اضطر للذهاب إلی الکرخ ودخل دار السید المرتضی في درب جمیل راجع: أبن الأثیر، الکامل، ج ۹، ص ۴۳۱، حوادث سنة ۴۲۴ و ص ۴۴۶، حوادث سنة ۴۲۷

[۱۰۸] هاجم ثلاثة من الشطار دار السید ثلاثة مرات، في السنوات ۴۱۶، ۴۲۲و ۴۲۶ وکان أهمها الهجوم الأول (راجع: أبن الجوزيّ، المنتظم، ج ۱۵، ص ۱۷۱).

[۱۰۹] الخطیب البغداديّ،تاریخ بغداد، ج ۱۱، ص ۴۰۳؛ ابن عنبه، عمده الطالب، ص ۲۳۵؛ السیدعلي خان الشیرازيّ، الدرجات الرفیعة، ص ۴۶۳؛ محمدباقر الموسويّ الخوانساريّ، روضات الجنات، ج ۴، ص ۲۹۷؛ المیرزا محمد علي المدرس التبریزي، ریحانة الأدب، ج ۴، ص ۱۸۹ – ۱۹۰ و عبدالرزاق محیی الدین، شخصیت أدبی سید مرتضی، ترجمة جواد محدثيّ، ص ۶۰ – ۶۲. و قد وردت شواهد نقل جسده المطهر إلی کربلاء في المصدر الأخیر.

[۱۱۰] راجع: الطبرسيّ، الاحتجاج، ج ۲، ص ۵۰۲ ـ ۵۰۶.