مكانة الحديث عند الشريف المرتضى وتمحيص اعتباره
الشريف المرتضى عالم إمامي بارز في القرن الخامس وهو صاحب نظر في مختلف مجالات العلوم الاسلامية كالفقه، والاصول، والكلام، والحديث، وتفسير القرآن. وعلى الرغم من النزعة العقلية المشهودة في مؤلفاته، غير انه كان يعير أهمية فائقة للأحاديث الشريفة. وهو يرى بشكل عام ان الأخبار التي تصلنا ـ في اي موضوع كانت ـ تُقسم إلى مجموعتين: أحاديث قطعية تفيد العلم، وأحاديث ظنية ولا تفيد العلم. وهو يقبل ويستند إلى الأحاديث الصحيحة ـ وفقاً لمعاييره الخاصة ـ وأهم هذه المعايير عدم مخالفتها للبديهيات العقلية، وهو في الوقت ذاته يستعين بالعقل لنقد الأحاديث من الداخل. وأما الأحاديث التي تتعارض مع البديهيات العقلية فقد كان يحاول تأويلها وان لم تكن قابلة للتأويل كان يرفضها. لقد كان الشريف المرتضى يرفض رفضاً قاطعاً الأحاديث التي يرويها فاسدو المذهب وغير الإماميين. وقد اتّبع ثلاثة أساليب في التعامل مع أخبار الآحاد: اسلوب التأييد، واسلوب النقد، واسلوب الاحتجاج. يتمثل دوره البارز في البحوث الحديثية الشيعية في ما له من آراء جديرة بالاهتمام في ما يخص معايير تمحيص الحديث، وبشكل أساسي في طرحه لنفي حجيّة خبر الواحد، والقول بكفر من يعملون بالقياس من جهة، واتخاذه أساليب كلامية وأدبية في فهم ونقد الحديث من جهة اخرى. وكان يقبل من الأخبار فقط ما كان متواتراً أو ما كان في حكم المتواتر. واما الأخبار الاخرى غير المتواترة وهي أخبار الآحاد، حتى وان كثرت فهي تفتقر إلى الحجية ولا يمكن الاستناد إليها. واذا كانت تتوافق مع الأدلّة فلا يُنظر إليها إلا كشاهد وتأييد لحكم العقل.
الألفاظ المفتاحية: الشريف المرتضى، الحديث، تمحيص الإعتبار.
*. الكاتب المسؤول، استاذ مساعد جامعة القرآن والحديث، فرع طهران.
**. استاذ في قسم علوم القرآن والحديث، جامعة طهران.