رؤية الشريف المرتضى لنظرية النسخ في الفكر المعتزلي
تُعدّ نظرية النسخ من جملة الاجابات أو الحلول التي طرحها المفسرون والاصوليون والمتكلّمون لمواجهة تغيّرالحكم وما يبدو في الظاهر وكأنه تعارض أو اختلافات ظاهرية في آيات الأحكام. سبب هذا التغيير وتبيين هذه التعارضات تناوله العلماء من زاوية الاسس الكلامية والاصولية والفقهية بحيث وظّفوها احياناً حتى بالنحو الذي يتماشى مع متبنّياتهم ومكوناتهم الفكرية. ومن هنا فقد اتخذت نظرية النسخ من قبل الأشاعرة والمعتزلة كوسيلة لطرح مبادئهم الفكرية. المعتزلة من اعرق الفرق الاسلامية التي فسّرت القرآن انطلاقاً من زاوية عقلية، وكانوا يضطرون إلى الأخذ بالتأويل لكل ما لا يتناسب مع طروحاتهم ومتبنّياتهم الفكرية. وكانت هذه الفرقة تستدل بالآيات القرآنية المتعلّقة بمبحث النسخ لاثبات صواب اعتقادها بحدوث القرآن. وعند دراسة مؤلفات الشريف المرتضى وملاحظة انه قد درس على يد بض اساتذة المعتزلة، يُستدل على انه كان يميل إلى مذهب الاعتزال وخاصة مدرسة البصرة. واما في ما يتعلّق بنظرية النسخ يُلاحظ وجود تشابه في أكثر الحالات بين آراء الشريف المرتضى والمعتزلة. واما الاختلافات الجديرة بالذكر بين المعتزلة والإمامية في موضوع النسخ القرآني فهو نسخ الأحكام أو عينها. وعلى خلاف الإمامية كان المعتزلة يتصوّرن النسخ قد وقع في الآيات مثلما وقع في الأحكام. كما ان الأخبار الظنية وأخبار الآحاد الدالة على نسخ الآيات لا يؤخذ بها عند الإمامية، في حين ان المعتزلة قد تمسّكوا بأخبار الآحاد في ما يخص الأقسام غير المقبولة عند الإمامية مثل نسخ الحكم والتلاوة معاً.
الألفاظ المفتاحية: النسخ، الشريف المرتضى، الإعتزال، التفسير.
*. استاذ مشارك في جامعة كاشان.
**. طالب دكتوراه في علوم القرآن والحديث، جامعة كاشان.