تأثير كتاب «تنزيه الأنبياء» للشريف المرتضى في كتاب «عصمة الأنبياء» للفخر الرازي
الشريف المرتضى، أول متكلّم في العالم الإسلامي طرح بالتفصيل نظرية بشأن عصمة الأنبياء، وقال فيها بجواز ترك الأولى فقط بالنسبة الى الأنبياء. ومن جانب آخر كان الفخر الرازي مصدر تحوّلات هائلة في الآراء الكلامية للأشاعرة. وعلى الرغم من اعتباره العصمة محدودة بمرحلة نبوّة الأنبياء، وقوله بجواز ارتكابهم الصغائر حتى في تلك المرحلة؛ غير انه متأثر بشكل لافت بتنزيه الأنبياء في توجيه آيات العتاب. يمكن ملاحظة هذا التأثر على صعيدي الشكل والمضمون. فمن حيث الشكل، جاء تبويب الفصول في كتاب الفخر الرازي، وحتّى نوع الأسئلة في كلّ فصل، وعدد آيات العتاب وترتيب تسلسلها، على غرار كتاب تنزيه الأنبياء للشريف المرتضى، ونوع صياغة العبارات وحتّى الكلمات البارزة والأساسية في الكثير من الأسئلة والإجابات تكرار لما جاء في نصوص الأسئلة والإجابات التي وردت في كتاب عصمة الأنبياء، مع تغيير طفيف. واما من حيث المحتوى فقد استعان الشريف المرتضى، في الغالب بقواعد تفسيرية ابتكرها هو لتحليل الآيات التي تتعارض مع العصمة، وقد اقتبس الفخر الرازي قواعد الشريف المرتضى بحذافيرها في توجيه تلك الآيات، دون أن يذكر اسمه. وبالنتيجة يمكن من خلال اثبات أن الفخر الرازي قد حذا في كتاب عصمة الأنبياء حذو الشريف المرتضى في كتاب تنزيه الأنبياء، أن ندّعي تأثر الفِرَق الإسلامية بالمباني الكلامية للشريف المرتضى.
الألفاظ المفتاحية: الشريف المرتضى، الفخر الرازي، تنزيه الأنبياء، عصمة الأنبياء، الأنبياء، العتاب، العصمة.
*. استاذ مساعد في قسم علوم القرآن والحديث، جامعة اصفهان.
**. طالب دكتوراه في علوم القرآن والحديث، جامعة اصفهان (الكاتب المسؤول).
