تاريخ : 10/8/2016 12:00:00 AM
معرف المحتوى: 749
نظرية العصمة في مدرسة الإمامية الإثني عشرية؛ مقاربة الى رأي الشريف المرتضى

نظرية العصمة في مدرسة الإمامية الإثني عشرية؛ مقاربة الى رأي الشريف المرتضى

يتّصف الأنبياء والأئمة ـ كما يرى متكلّمو الإمامية الإثني عشرية ـ بملكة وقوة تمنعهم عن ارتكاب المعاصي والوقوع في الأخطاء. ويُعبر عن هذه الملكة بالعصمة. قضية العصمة قضية إسلامية تعود في أساسها الى التعاليم القرآنية. يكمن السرّ في عصمة الأنبياء من المعاصي في يقينهم وطريقة رؤيتهم للامور. فالأنبياء بما أنهم يواجهون الواقع العيني مباشرة، لذلك فان ادراكهم للواقع هو عين اتصالهم بالواقع. لذلك فهم معصومون من الخطأ والمعصية. يمتد زمان عصمة النبي منذ بداية ولادته الى نهاية حياته، بالشكل الذي يصونه من جميع أنواع الزلل والمعاصي بصغيرها وكبيرها. كما أن الأنبياء يتصفون بالعصمة أيضاً في الإعتقاد وفي تلقي الوحي وتبليغه وبيان الأحكام وفي جميع الأفعال والأعمال. المحققون من متكلّمي الإمامية يعتقدون أن الأنبياء منزّهون عن السهو أيضاً. وقد استندوا في قولهم بالعصمة الى أدلة عقلية ونقلية. متكلّمو الإمامية يوسّعون دائرة العصمة لتشمل الأئمة أيضاً. واستدلّوا في اثبات عصمة الإمام بامور عديدة وهي كون الإمامة لطفاً، وامتناع التسلسل، والتلازم بين حفظ الإمام للشريعة وعصمته من الخطأ والمعصية، ووجوب انكار الإمام وانتفاء الغرض من نصبه إماماً فيما إذا خلا من العصمة، وما جاء في القرآن الكريم من آيات الإمامة، والتطهير، وولاية ‏الأمر، وحديث الثقلين. الشريف المرتضى علم الهدى (۳۵۵ ـ ۴۳۶) من المتكلمين البارزين للإمامية الإثني عشرية وكتابه القيّم «تنزيه الأنبياء والائمة»، بقي على مرّ القرون والأعصار موضع اهتمام العلماء المسلمين وألقي بظلاله على آرائهم ومؤلفاتهم. وطرح باسلوب المقارنة أوجه الإختلاف الأساسية بين رأي الإمامية والمعتزلة في مسألة العصمة. يعتقد الإمامية أن الأنبياء لا يرتكبون ذنوباً أبداً لا كبيرة ولا صغيرة، لا قبل نيل مقام النبوّة ولا بعده. ولكن المعتزلة يرون استحالة ارتكاب الأنبياء ما يكون مدعاة للإستخفاف، من ذنوب كبيرة أو صغيرة، ولكنهم يرون امكانية ارتكابهم للذنوب الصغيرة إذا كانت لا توجب الإستخفاف سواء قبل نيل مقام النبوّة أم بعده.

الألفاظ المفتاحية: نظرية العصمة، مدرسة الإمامية، الشريف المرتضى.


۱. استاذ مشارك في جامعة الشهيد المطهري رحمه ‏الله.