مقياس الغلوّ من منظار الشريف المرتضى
بما ان بحث الغلو يصوّر بشكل أو آخر حدود الافراط في كل واحد من الأديان والعقائد الدينية، لذلك فهو يُعتبر من الضرورات التي يتطلّبها حقل البحث والتحقيق في كل واحد منها. وفي الدين الاسلامي على وجه الخصوص ينبري اتباع كل واحد من المذاهب والفرق ـ وحتى الذين يبدون في نظر الآخرين من الغلاة ـ إلى ذم الغلو والافراط في الدين، على الرغم من اختلاف وجهات نظرهم في تعريف الغلو في الدين وتبيين ماهيته، وفي الكثير من الحالات يستخدمون هذا العنوان لتشويه صورة ومعتقدات بعضهم الآخر ـ يقتصر محور هذا البحث على تمحيص آراء الشريف المرتضى علم الهدى (م ۴۳۶هـ) في هذا المجال، فقد كان من المعارضين بشدّة لظاهرة الغلو والافراط في الدين. وانطلق من مبدأ عرض المعتقدات والأعمال والروايات التي تُنسب إلى المعصومين علیهم السلام، على العقل والاجماع وظواهر القرآن، وطرح مصاديقها المهمّة على بساط النقد. وبين الشريف المرتضى ان أخبار الآحاد والاخبار الضعيفة هي المصدر الاساسي لبعض المعتقدات المغالية، وان السمة الاساسية للمعتقدات المغالية افتقارها إلى سند معتبر، وخاصة اعتقادات مثل الاعتقاد بالوهية أو ربوبية الأئمة المعصومين، والحلول، والتناسخ، ونظرية التفويض، وعلم الغيب المطلق للأئمة، كما ان بعض الكمالات والفضائل التي تُنسب إلى الأئمة علیهم السلام تُعدّ من مظاهر ومصاديق الغلو في المذهب. تجدر الاشارة إلى انه قد ميّز بين قضيّتين وهما: الغلو، والاتّهام بالغلو؛ فدافع عن المعتقدات الحقّة للمذهب.
الألفاظ المفتاحية: الغلو، معاييرالغلو، اصول نقد الغلو، الإتّهام بالغلو، الشريف المرتضى.