تاريخ : 1/10/2016 12:00:00 AM
معرف المحتوى: 625
 تقرير حول مؤتمر الشريف المرتضى الذي عُقد في العراق

تقرير حول مؤتمر الشريف المرتضى الذي عُقد في العراق

نبذة

بما أن الشريف المرتضى علم الهدى قد ولد وعاش في بغداد، فقد كان من الخطوات التي أقدم عليها المؤتمر التشاور مع بعض المراكز المهمة والمؤثرة في العراق لاستحصال موافقتها للمشاركة في عقد المؤتمر.

وفي ضوء ذلك، وبالتزامن مع بدء فعالية الأمانة العامّة للمؤتمر، اُوعز إلى سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد حسون الاتصال والتشاور مع سدنة العتبات المقدّسة التالية: العتبة العلوية، والعتبة الحسينية، والعتبة الكاظمية، وكذلك مع عدد من الجامعات والمراكز العلمية في العراق.

كانت نتيجة هذه المتابعات أن خصصت عتبة الإمأمين الكاظمين مؤتمرها الدولي السنوي السادس لتخليد ذكرى السيّد المرتضى علم الهدى، وتم الإتفاق على أن تقدّم ما يصل إليها من بحوث، إلى أمانة هذا المؤتمر لغرض طباعتها.

عُقد ذلك المؤتمر هناك في يومي الخميس والجمعة، الثالث والرابع من رجب من عام ۱۴۳۶هـ، (المصادف۲۳ و ۲۴ نيسان ۲۰۱۵م ) بحضور عدد من المسؤولين والمفكّرين والعلماء العراقيين، مثل: بحضور وكيل المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيدعلي الحسيني السيستاني في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين، ومعالي رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الموسوي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حسين الشهرستاني، ووزير السياحة والآثار الأستاذ عادل فهد الشرشاب، والأمين العام لمجلس لرئاسة مجلس الوزراء الأستاذ حامد خلف، وعددٍ كبيرٍ من الشخصيات والرموز الدينية والثقافية والسياسية والأكاديمية ورؤساء الجامعات العراقية فضلاً عن الوفود المشاركة في هذا المهرجان من داخل العراق وخارجه.

عُقد هذا المؤتمر في صالة اجتماعات العتبة الکاظمية المقدسة. شارك في الجلسة الإفتتاحية لهذا المؤتمر كلّ من حجة الإسلام الشيخ رضا مختاري، وحجة الإسلام الشيخ محمّد مهدي خوشقلب، كممثلين عن ايران.

استُهل حفل الافتتاح بذكر الله وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم شنف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة السيد عبد الكريم قاسم وقراءة سورة الفاتحة المباركة ترحماً على أرواح شهداء العراق والاستماع لإنشودة العتبة المقدسة، ومشاهدة تقرير تلفزيوني استعرض خلاله دور اللجنة التحضيرية واللجان الفرعية واستعداداتها لإقامة هذا المؤتمر السنوي. بعدها ألقيت كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بين خلالها أمينها العام أ.د جمال الدباغ قائلاً: (أُقيمَ المؤتمرُ هذا العام بمناسبَةِ الذكرى الألفيةِ لوفاةِ الشريفِ المرتضى "قدس سره"، عَلَمِ الهُدى، ذي المجدين، الذي فاقَ ذكره في الآفاق، والذي قيل في حَقِّهِ: >إمامُ أئمةِ العراقِ بينَ الاختلافِ والافتراق، إليه فزعَ علماؤُها، وأخذَ عنهُ عظماؤُها، صاحبُ مدارسِها، وجامِعُ شاردِها وآنِسِها، ممَنْ سارتْ أخبارُه، وعُرِفَتْ بها أشعارُه، وحمدتْ في ذاتِ اللهِ مآثِرُهُ وآثارُه<.

وأضاف: حَرِيٌّ بنا أنْ نسلِّطَ الضوءَ على أولئكَ العلماءِ العظامِ في تأريخِنا الإسلاميِّ، ففاقَ ذِكْرُهُ في الفقهِ والأصول، والعقيدَةِ والكلام، والقرآنِ والأدب.. فكانَ للعتبةِ الكاظميةِ المقدسةِ شَرَفُ المشاركةِ بإيصالِ تلكَ العلومِ إلى الباحثينَ وطلابِ العلمِ، من خلالِ البحوثِ والدراساتِ التي تَضَمَّنَتْها بحوثُ هذا المؤتمر.

إنَّ ﭐجتماعَنا اليومَ في هذهِ البقعةِ المقدسةِ هو ﭐمتدادٌ لإحياءِ سيرةِ الأئمةِ "عليهم السلام" بالعلمِ والفكرْ، وما في ذلكَ من أبلغِ الأثرِ في إحياءِ علماءِ أُمَّتِنا، فكانَتْ مشاركةً كريمةً وثريَّةً بالنتاجِ العلميِّ والفكريْ، فنشكرُ الباحثينَ الكرامَ جهودَهُمْ، والسادةَ أعضاءَ اللجنةِ العلمية، واللجانَ الأُخرى، بما بذلوهُ من أجلِ القيامِ بهذا المؤتمرْ، وأسألُهُ تعالى أنْ يتقبَّلَ أعمالَهُمْ بأحسنِ قبولِهْ، ويرزُقَهُمْ شفاعةَ النبيِّ وآلِهِ "عليهم السلام"، إنَّهُ سميعٌ مجيب).
أعقبتها كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي حيث ارتقى المنصة سماحة السيد علاء الموسوي الذي تطرق فيها إلى السيرة المباركة لعلم الهدى الشريف المرتضى ونسبه الشريف، وعلو مرتبته بين الأشراف والنقباء، وما اشتهر به من مكانة علمية وأدبية وكرامة، فضلاً عن حوزته على أعلى مراتب شهادة أهل العلوم والمعارف، مستشهداً بمجموعة من الأبيات الشعرية وما قيل في حقه.

واختتم سماحة الموسوي حديثه قائلاً "من دواعي السرور والفخر أن تقيم العتبة الكاظمية المقدسة مثل هكذا مؤتمرات، لتؤكد دورها البارز على الساحة العلمية والفكرية والإسلامية باحتفائها بعلمائنا الأعلام ونتاجاتهم المعرفية التي توهجت بأنوارها حتى يومنا هذا، ونسأل الله تبارك وتعالى للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة دوام النجاح والتوفيق في عطائها الفكري والإنساني.

وكانت هناك كلمة بهذه المناسبة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حسين الشهرستاني قائلا فيها:>مبادرة مباركة من الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة أن تجمعنا في هذا الحفل الكريم، لنستذكر علماً من أعلام العراق، الذي عاش وترعرع في بغداد ليقدم فيها للبشرية جمعاء أصناف العلوم، حيث كانت داره مدرسة عظيمة وجامعة كبيرة تخرج منها كبار العلماء والفقهاء<.

وتابع حديثه قائلاً: >ينبغي على المؤسسات الأكاديمية والجامعات والمراكز البحثية والحوزات العلمية أن توحد جهودها وتكاتف في الوقت الراهن في الحفاظ على التراث الإسلامي، ونشر العلوم والمعارف، والتصدي للأفكار والثقافات المنحرفة التي حاول أن يغلغلها الإرهاب التكفيري بين الأوساط الاجتماعية، فعلينا مسؤولية كبيرة بعد هزيمة الإرهاب هو استئصال الأفكار المنحرف وأعمال التخريب والعنف وكلّ ما يسيء إلى ديننا وأئمتنا وأعلامنا ومعتقداتنا<.

تبعتها كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي السنوي الدولي السادس والتي ألقاها سماحة الشيخ عدي حاتم الكاظمي قائلاً: " يشرِّفُنا أنْ نلتقيَ في كُلَّ عامٍ في رحابِ الإمامينِ الكاظمينِ الجوادينِعليهما السلام، لنشتركَ في نشرِ معارفِ الفكرِ الإسلاميِّ، موضحاً أن في عامِنا هذا فقد عُقِدَ المؤتمرُ بمناسبةِ مرورِ ألفِ عامٍ على وفاةِ عَلَمٍ من أعلامِ المسلمينَ ومفكِّرِيها، السيدِ الشريفِ المرتضى "قدس سره"، الذي كانَ لَهُ الحظُّ الأوفرُ في ميادينِ العلمِ والمعرفةِ فما زالتْ آراؤُهُ وأفكارُهُ العلميةُ مدارَ البحثِ والدراساتِ، فاشتركَ الباحثونَ ببحوثِهِمُ العلميةِ في هذا المؤتمرِ التخصصيِّ، فكانت عددُ البحوثِ التي تم تسلُّمُها خلالَ المدَّةِ المقرَّرَةِ (ستينَ۶۰) بحثاً، بمشاركةِ (۱۰) عشرةِ جامعاتٍ من العراقِ وخارجِهِ، فضلًا عن المراكزِ العلميةِ، فوَصَلَتْ إلينا بحوث للمشاركةِ من الجزائرِ، ومصرَ، والمملكةِ العربيةِ السعوديةِ، والجمهوريةِ الإسلاميةِ في إيران، وبعدَ عرضِها على اللجانِ المختصَّةِ واللجنةِ العلميةِ، ووفقاً لمعاييرِ قَبُولِ البحوثِ العلميةِ المعتمدةِ في الجامعاتِ، وتَمَّ قبولُ (۳۷) بحثاً في محاورَ متعددة».

وكان مسك ختام حفل الافتتاح تكريم عددٍ من الشخصيات والجامعات وأعضاء اللجنة العلمية للمؤتمر.

تجدر الإشارة إلى أن تقريراً حول النشاطات والأعمال التي تقوم بها الأمانة العامة لمؤتمر الشريف المرتضى في ايران، إضافة الى تقرير حول المخطوطات المتوفرة بتراث السيد ـ وهو تقرير أُعد في بضعة صفحات ـمن قبل العتبة الکاظمية،وعُرض على المشاركين في هذه المراسيم.

واختتم المؤتمر عصر يوم الجمعة، وطُرح في مراسيم الاختتام ملخّص لمقترحات المشاركين فيه وجرى صياغتها في خمسة بنود على النحو التالي:

ـ أن تتولى الجامعات ومراكز البحوث العراقية مهمة تخليد ذكرى العلماء البارزين انطلاقاً من الحرص على ابراز دورهم في ايجاد حضارة معرفية ومتميّزة.

ـ ايجاد مراكز بحوث الاحياء تراث الشريف المرتضى واطلاق اسم هذه الشخصية على مؤسسات علمية.

ـ الانتباه إلى ضرورة توجيه الباحثين من أبناء العراق وخاصة طلاب التعليم العالي نحو دراسة الانجازات الفكرية للعلماء المسلمين.

ـ التأكيد على أهمية وسائل الاعلام في التعريف بحياة وشخصية وتاريخ العلماء البارزين ونشر منجزاتهم بالنحو الذي يتساوق مع النهضة العلمية الجارية اليوم في بلدنا.

ـ التأكيد على توسيع الجهود الثقافية ـ ابتداءً بالبحث والتدوين وانتهاءً بعقد المؤتمرات والندوات العلمية ـ بهدف التصدّي لتيارات الأفكار المتطرّفة التي نشرت نوازع الحقد والعنف في مختلف جوانب الحياة الإنسانية وكذلك تطوير المناهج التربوية في مختلف المراحل الدراسية، وتوجيهها نحو هذا الاتجاه.

وفي الختام قُدمت المدالية الخاصة بمؤتمر الشريف المرتضى إلى الكتاب والقائمين على عقد هذا المؤتمر تكريماً لجهودهم.