علم الإمام من منظار الشريف المرتضى علم الهدى
علم الإمام، من المباحث الکلامية المهمة، ويطرح في مبحث الإمامة، ويعتبره العلماء من الصفات اللازمة للإمام؛ وذلك لأن الإمامة والقيادة تتطلب علماً ومعرفة بمصالح ومفاسد الامور والعباد، واتّباع العالم أصل فطري، وأساساً من غير المتوقّع من عالم اتّباع من هو أجهل منه. ولكن هناك اختلاف بين العلماء حول مدى هذا العلم؛ فذهب البعض منهم إلى القول أنّه ينبغي أن يكون في الحد الادنى وأن يكون محدوداً في اطار الواجبات المناطة بالإمام. بينما قال آخرون ان علم الإمام في الحد الاعلى وأنّه باذن الله مطّلع ولديه علم بكل شيء. وبما ان مسألة الحد الادنى والحد الاعلى من علم الإمام ينطوي عليها تعريف الإمامة، لذلك فان من قيّدوا علم الإمام في اطار شؤون الإمامة، اذا قالوا بوسعة وظائف الإمام يفترض بهم القول بوسعة علم الإمام أيضاً. واما اذا اعتبروها محدودة، فهم يعتبرون علم الإمام محدوداً أيضاً.
الشريف المرتضى من علماء الشيعة الذين يعتبرون الإمام عالماً بكل شيء. اذ أنّه يرى في الباب المتعلّق بالنهوض بدور الإمامة، ضرورة وجود هذا العلم، وأنّه من لوازم الإمامة. وفي سائر الامور يعتبر الإمام عالماً بها، ولكن وجود هذا العلم غير لازم ولا ضرورياً.
يرمي هذا البحث إلى بيان آراء العلماء في هذا المجال مع التركيز على آراء الشريف المرتضى في ضوء آراء القاضي عبد الجبار المعتزلي.
الألفاظ المفتاحية: الشريف المرتضى، علم الإمام، مصادر علم الإمام، مجال علم الإمام، دائرة علم الإمام.
*. استاذ مساعد في قسم الفلسفة والکلام الإسلامي،جامعة تبريز.
**. ماجستير في الفلسفة والکلام الإسلامي،جامعة تبريز (الكاتبة المسؤولة).