الشريف المرتضى والتعاون مع الحكومة الجائرة
من الهواجس المقلقة التي كثيراً ما تراود اذهان الشيعة منذ القرون الاولى لظهور الإسلام وإلى يومنا هذا هي كيفية التعاطي مع الحكومات الجائرة ومع حكام الجور. وبكلمة اخرى هل هم ملزمون بالثورة واسقاط الحكومات غير المشروعة وتمهيد الظروف لحكم الإمام المعصوم؟ أم عليهم الصبر والاخذ بمنهج التقيّة؟ وعلى فرض الحالة الثانية هل يجوز لهم التعاون مع تلك الحكومات أم لا؟ واذا كان يجوز لهم التعاون معها، فإلى أي مدىً؟
والأمر الآخر هو هل يجوز لهم قبول المناصب السياسية والاجتماعية التي تُعرض عليهم من قبل هذه الدولة؟ أم يفترض بهم رفض المناصب في الحكومات الجائرة؟ واذا كان الأمر كذلك كيف يتسنّى لهم في مثل هذه الحالة متابعة أعمالهم وحقوقهم؟ ومن الذي يحفظ لهم حقوقهم في مثل هذه الظروف الصعبة؟ وهل يستطيعون الدخول مع الأُمراء وأصحاب المناصب في معاملات بيع وشراء، ويجوز لهم في بعض الحالات قبول الهدايا والصِلات منهم؟ وهل يجب عليهم دفع الضرائب إلى مثل هذه الحكومات؟ وما شابه ذلك من عشرات الأسئلة الاخرى في هذا المجال.
الشريف المرتضى من العلماء البارزين الذين أجابوا في كتبهم الكلامية والفقهية عن قسم من هذه التساؤلات وكتبوا رسالة حول هذا الموضوع. ولكن تبيين آرائه حول هذا الموضوع لا يدخل في صلب هذا البحث، لذلك اكتفى هذا البحث بطرح قضية «التعاون مع الدولة الجائرة وقبول المنصب فيها».
الألفاظ المفتاحية: الشريف المرتضى، الحكومة الجائرة، التشيع، التعاون.
*. عضو الهيئة العلمية في المعهد العالي للحوزة والجامعة.