تاريخ : 10/8/2016 12:00:00 AM
معرف المحتوى: 736
الشريف المرتضى وأخلاقيات الإيمان

الشريف المرتضى وأخلاقيات الإيمان

اصطلاح «أخلاقيات الإيمان» الذي أدخله ويليم كليفورد الى الأدبيات الفكرية والفلسفية المعاصرة، كان لغرض الإشارة إلى الإلتزام بالزامات عملية ونظرية في مقام التفكير وما لها من أهمّية أخلاقية ومعرفية. ثم بعد ذلك بما أن كلّ مفكر يضع عادة امنظومته الفكرية عناصر ومكوّنات في هذا المجال، لذلك فان أخلاقيات الإيمان تُطلق على المعايير الفكرية والمنهج السلوكي الذي يسير كلّ مفكّر وفقاً له في مقام التفكير. الشريف المرتضى، بصفته مفكّراً ومتكلماً شيعياً كبيراً صاحب نزعة عقلية، يشير في آثاره الى مكوّنات كثيرة في مجال المعرفة، اختيار الإيمان ونقد الأفكار، ويوظّفها في سياق استخدامها في مباحثه، في الحكم على آراء الآخرين ايضاً. يدخل الشريف المرتضى في التصنيف الرائج للمفكرين، في عِداد الوظائفيين والبرهانيين، أو لنقُل بايجاز انه مفكر صاحب اتجاه عقلي، عند محاجّة ونقد أفكار الآخرين يتوجّه بالتوبيخِ والمذمة للأفكار المنبثقة من الأهواء النفسية والأماني والتي تُطلق من غير دليل وسند كافٍ. وهو يتمسّك باتجاهه العقلي هذا الى الحدّ الذي جعل البعض يصف فكره وسلوكه بالإعتزال. أحد أهمّ المبادئ في أخلاقيات الإيمان، الإعتقاد بارادية أو لا إرادية الإيمان، حيث يتناول الشريف المرتضى هذه القضية من خلال بحث اكتسابية أو ضرورة أنواع المعارف، ويضع عناصر ومكوّنات في سياق مسؤولية الإنسان أمام معتقداته. نيتعرض هذه الدراسة مبادئ هذا الموضوع من وجهة نظره وتتحرى مكوّنات أخلاقيات الإيمان وفقاً لرؤيته. ومن ذلك مثلاً سيادة البرهان في المباحث الإعتقادية، واجتناب الميول والنوازع عند نقد الأفكار، واحترام الآراء المخالفة، والتخلّي عن التعصب والجمود، والإبتعاد عن التقليد.

الألفاظ المفتاحية: الشريف المرتضى، أخلاقيات الإيمان، المعرفة، الإعتقادات، الإتجاه العقلي.


*. طالب في مرحلة البحث الخارج في الفقه والاصول في الحوزة العلمية بقم، ودكتوراه في علم الكلام، في فرع فلسفة الدين والمسائل الكلامية الجديدة، جامعة قم.