منهج فقه الحديث عند الشريف المرتضى في كتاب الأمالي
تُطلق عبارة غريب الحديث على الحالات التي يرد فيها في نصّ لفظ غامض وبعيد عن الذهن. في بعض الحالات تكون هذه الكلمة الغريبة هي الكلمة الأساسية في الحديث، بحيث ان غموض معناها يحول دون ادراك معنى الحديث بأكمله.
أمالي الشريف المرتضى نموذج لكتاب في غريب الحديث، لم يُنظر اليه من قبل بمثل هذه الدقة ولم يكن له موضع بين كتب غريب الحديث. ونحن نحاول هنا من خلال تبويب أساليب هذا الكتاب أن نجعل منه كتاباً مرجِعياً في هذا المجال، وإن كان هذا الكتاب كغيره من الكتب المشابهة له، غير مبوّب ولا مُسند ولا مرتّب حسب الترتيب الألفبائي والمعجمي، بل حتى انه لم يُنظّم لمثل هذه الغاية، غير انه يتّسم بخاصّية فريدة وهي انه يجود على القارئ بكلّ ما لدى مؤلفه من علم، ويمتزج فيه كلّ ما للشريف المرتضى من علوم الكلام والفقه والحديث والأدبيات.
نحاول هنا تقصّي المنهج الذي اتبعه هذا العالم الجليل في بحثه لغريب الحديث، ولهذا قمنا بتبويب الموارد التي استعملها الشريف المرتضى وقسمناها الى ثمانية أبواب وفقاً للاسلوب الذي اتبعه في تحرّي معاني الكلمات الغريبة وذات المعنى الغامض، وهي بايجاز تشمل ما يلي: النظر الى الثقافة والأساليب العربية في فهم المعنى، والشواهد الشعرية، والشواهد القرآنية، والشواهد الحديثية، والإستدلالات العقلية والكلامية، والتركيز على الإشتقاقات الصرفية، ومعرفة الحديث، والأخذ بمنهج الخواص من علماء اللغة.
الألفاظ المفتاحية: الأمالي، الشريف المرتضى، غريب الحديث، المشهور من الثقافة العربية، الشواهد الشعرية.
*. طالبة دكتوراه في علوم القرآن والحديث، جامعة العلامة الطباطبائي.