تاريخ : 1390/11/09
کد مطلب: 61
مصاحبه با حجّة الاسلام و المسلمين على کورانى

مصاحبه با حجّة الاسلام و المسلمين على کورانى

۱ ـ بيّن مکانة کتاب «الکافي» عند الشيعة؟
کتاب «الکافي» هو الکتاب الحديثي الأوّل عند الشيعة، وقد تلقّاه عامّة الطائفة بالقبول منذ عصر تأليفه، وکان له موقعٌ مميّزٌ عند علمائهم، فهو محور بحوثهم الفقهيّة والعقائديّة، وما زال حتّى عصرنا.

۲ ـ بماذا يمتاز کتاب «الکافي» بالقياس إلى الأُصول الأربعة، والمصادر الحديثية الشيعية الأُخرى؟
يمتاز «الکافي» عن الکتب الأربعة وغيرها، بأنّه أوسع منها وأشمل، وبأنّه أدقّ منها، وأنّه يستوفي الباب الّذي يعنونه أکثر منها.

۳ ـ ما هو مبنى الکليني قدس‏ سره في جمع الأحاديث وتبويبها؟
جاء في مقدّمة الکليني قدس‏ سره قوله: «وقلت: إنّک تحبّ أن يکون عندک کتاب کافٍ يجمع مِن جميع فنون علم الدين، ما يکتفي به المتعلّم، ويرجع إليه المسترشد، ويأخذ منه مَن علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادِقَين عليهما السلام، والسنن القائمة الّتي عليها العمل، وبها يؤدّى فرض اللّه‏ عزّوجلّ»۱.
  وبذلک حدّد المؤلّف هدفه؛ أن يکون الکتاب موسوعة شاملة إلى حدٍّ ما لعلوم الدين، مِن عقائد وفقه وسيرة وغيرها ممّا يحتاجه المکلّف. وعلى هذا الأساس کان تبويبه للکتاب، فبدأ بمسائل العلم والجهل، ثمّ بمعرفة اللّه‏ تعالى ونبيّه صلى ‏الله ‏عليه ‏و ‏آله وحججه، ومعرفة الإيمان والکفر، والحلال والحرام، والأخلق والسيرة ... إلى آخره.

۴ ـ ما هي المصادر الّتي اعتمدها الکليني في کتابه «الکافي»؟ کم عدد الموجود منها بين أيدينا؟ وکم عدد ما يمکن ترميمه وتجديده؟
استفاد مِن کلّ المصادر الّتي وصل إليها في عصره، بشکلٍ مباشرٍ أو بطريقٍ معتبرٍ، ومِن الصعب القول: إنّ منها مصادر موجودة بأيدينا يمکننا أن نضيف منها جديدا إلى ما نقله منها الکليني قدس ‏سره.

۵ ـ إلى أيّ حدٍّ يمکن أن تُبيّن تعاليم «الکافي» (الأُصول، والفروع، والروضة) التفکر الشيعي الصحيح؟
يمثّل محتوى «الکافي» مِن ناحية ثقافية الإسلام الصافي الذي تحتاج إليه الأُمّة فيعصرنا، والعالَم، وقد اطّلع بعض المُنصفين مِن المثقفين المصريّين على کتاب «الکافي»، فأبدوا إعجابهم الکبير به، وباعتقادي لو درّسنا مضامينه وبعض متونه لأبنائنا، لساعدناهم على بناء شخصياتهم الثقافية بشکلٍ جيّدٍ، ولو قدّمنا الإسلام إلى العالم مِن «الکافي»، لحبّبنا به غير المسليمن؛ لأنّ «الکافي» ـ وکلّ أحاديث أهل البيت عليهم ‏السلام ـ يعتمد المنطق، وليس الغيب والأُسطورة واللاّمنطقية التي يصفون بها الإسلام.
  وينبغي أن نلفت إلى أنّ تقسيم الدين الإسلامي إلى عقيدة وشريعة أو أُصول وفروع، أمر عامّ عند المسلمين، وقد درج عليه العلماء والناس قديما وحديثا، ولاعلاقة بالتشيّع والتسنّن، کما أنّه تقسيم فنّي اعتباري، وإلاّ فالعقائد أحکام شرعية، والأحکام الشرعية يجب الاعتقاد بها.
  أمّا الروضة فهي بمعنى الأحاديث المتنوّعة، وليست قسما مقابلاً للأُصول و الفروع، بل يمکن توزيعها على أبواب الکتاب، ولعلّ مؤلّفها أراد ذلک ولم يسعه عمره الشريف.

۶ ـ کيف يمکن التعامل مع بعض الروايات المذکورة في «الکافي» التي لا تتناسب مع أُصول المذهب الشيعي بحسب الظاهر؟
ما يُقال مِن مخالفة عدد مِن روايات «الکافي» لظاهر مباني الشيعة غير دقيق؛ فلا يوجد فيه إلاّ رواية وقع فيها الاشتباه مِن النسّاخ، وما بقي منسجم مع مذهب الشيعة و بقية مصادرهم.

۷ ـ ما هي الملاکات و المعايير المطلوبة لأجل تصحيح متن «الکافي»؟
نعم، ينبغي تأييد متون الأحاديث الشريفة الّتي رواها «الکافي»، وبيان أنّها موافقة لمشهور مذهب التشيّع عند أساطين فقهائه، والذي هو المعيار لدراسة «الکافي»، وليس الآراء الناشزة والشاذّة.

۸ ـ ما المطلوب فعله في مجال التحقيق في أسانيد «الکافي»؟
لا حظتُ أنّ العديد مِن روايات «الکافي» التي سندها ضعيف حسب موازين التصحيح والتضعيف المعتمدة، قد روتها بعض المصادر ـ مثل «بصائر الدرجات» ـ بسندٍ صحيح، أوروي مضمونها بسندٍ صحيح، فلا بأس أن نبحث في تصحيح ما ضعّفوه مِن «الکافي»، ونتتّبع المضامين الصحيحة المؤيّدة له.

۹ ـ ما هو المنهج الصحيح لشرح «الکافي»؟ ومِن بين کلّ تلک الشروح المتفرّقة للکافي، ما هوالشرح الجامع والقريب مِن منهج الکليني؟
المنهج القويّ لشرح الکافي ـ برأيي ـ أن نأخذ رواية أو مجموعة روايات متجانسة، ثمّ نبحثها في ثلاثة أقسام: ۱ـ السند، ۲ـ الألفاظ، ۳ـ المسائل الّتي تتضمّنها، مسألةمسألة.
  أمّا الشروح الموجودة، فهي موادّ خام تنفع في شرحه الجيّد «الوافي»، الّذي لم يولد بعد.

۱۰ ـ ما هي البحوث المتعلّقة بمتن «الکافي» المطلوب دراستها والتحقيق فيها؟
البحوث المتعلّقة بمتن «الکافي»
کثيرة ومهمّة، أکتفي بذکر نماذج منها:

الف. نِسَخ الکافي والفروق بين متونها.

ب. فروقات متون «الکافي» مع بقيّة المصادر إلى القرن السابع.

ج. دراسة مقارنة بين شخصية النبيّ صلى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله الّتي يقدّمها «الکافي»، وشخصيته الّتي يقدّمها «البخاري» ومصادر أتباع الخلافة.

د. دراسة صفات اللّه‏ تعالى الإثباتية والتنزيهية، دراسة مقارنة بين «الکافي» و «البخاري» و «التوارة».

ه. دراسة مقارنة بين عناوين «الکافي» وعناوين «البخاري» والکتب الحديثية المشابهة لهما في القرن الثالث والرابع، مِن ناحية تنوّعها، واستيفائها المطلب، وانطباقاها على أحاديث الباب.

و. مقارنة أدبية بين متون «الکافي» و «البخاري»، مِن ناحية بلاغية؛ لمعرفة الأقرب منها إلى النقل بالنصّ أو النقل بالمعنى.

ز. تجزئة الأحاديث و کمالها في «الکافي» و «البخاري».

 

۱۱ ـ ما المطلوب فعله مِن أجل التعريف بالکافي والترويج له و شرح مضامينه؟

أقترحُ إنجاز عدّة أعمال، منها:
الف. إنتاج فيلم مستند عن الکليني قدس
‏سره، يتضمّن قرية کلين، وعائلة الکليني، ونسخ«الکافي»، ومکانته.
ب. إنتاج فيلم مفصّل عن حياة الکليني وعصره، يتضمّن الحالة الثقافية للأُمّة
الإسلامية في وقته، وحالة التشيّع في إيران وبغداد إلى مجيء آل بويه.
ج. إخراج سلسلة للأطفال في العقائد و السيرة والقصص مِن أحاديث «الکافي».
د. ترجمة دقيقة لمتن «الکافي» إلى الفارسية والإنکليزية، ولابدّ للمترجمين أن تکون
اللغة التي ينقلون إليها لغةً أُمّا لهم، وأن يکونوا على مستوى مقبول فيها، ثمّ لابدّ أن يدرسوا متون «الکافي» عند عالم متضلّع فيها.

-------------------------------
۱
. الکافي: ج ۱ ص ۸.